بالكبار والاجلال (1).
الشاه عباس والتشيع:
أشرنا فيما تقدم إلى عناية الشاه بعلماء المذهب، وصدوره عن رأيهم، وكثرة تآليفهم في عهده، وكان مع كثرة حروبه ومغازيه لا يقعده شئ عن إحياء الشعائر المذهبية، وله آثار باقية، حتى اليوم في مشاهد الأئمة بالعراق وإيران، وهو الذي بنى الحضرة العلوية في النجف وصحنها بهندسة الشيخ البهائي، وحجره بالكاشي على الهيئة التي هي عليها اليوم، وقد أودع في خزانة أمير المؤمنين وحفيده الرضا التحف الثمينة، ومن آثاره النهر المعروف في النجف بنهر الشاه، وقد حفره سنة 1032 ه بعد أن فتح بغداد، كما أن من آثاره في النجف آبارا واسعة كثيرة، وهي تسمى اليوم " الشاه عباسات " (2).
ولد الشاه عباس سنة 979، واستقل بالملك سنة 996، وتوفي سنة 1038.
وتولى الملك بعده أولاده وأحفاده، وليس فيهم من يستأهل الذكر سوى حفيده الشاه عباس الثاني بن الشاه صفي، قال صاحب " تاريخ إيران ": إنه أظهر سياسة واقتدارا، وإنه عقد صلحا مع الأتراك، فلم تحدث الحروب في أيامه، كما نمت المتاجر وتقدمت العلوم والصنائع، ورتعت البلاد في بحبوحة الأمن والراحة ".
وقال السيد الأمين في " معادن الجواهر ": " كان عارفا بتدبير شؤون الملك مكرما العلماء، وقد أمر المولى خليل القزويني بشرح كتاب الكافي للكليني بالفارسية، والمولى محمد تقي المجلسي بشرح كتاب من لا يحضره الفقيه، وأحضر المولى محسن الكاشي، وألزمه بإقامة الجمعة والجماعة، واقتدى به ".
واستمر ملك الصفوية من سنة 905 ه إلى سنة 1148، وهي السنة التي جلس فيها نادر شاه أفشار على أريكة السلطنة.
ومن علماء الدور الصفوي المحقق الكركي، والسيد الداماد، والشيخ حسين