فلما أتانا أظهر الله دينه * فأصبح مسرورا بطيبة راضيا وألفى صديقا واطمأنت به النوى * وكان له عونا من الله باديا يقص لنا ما قال نوح لقومه * وما قال موسى إذ أجاب المناديا وأصبح لا يخشى من الناس واحدا * قريبا ولا يخشى من الناس نائيا بذلنا له الأموال من جل مالنا * وأنفسنا عند الوغى والتآسيا ونعلم أن الله لا شئ غيره * ونعلم أن الله أفضل هاديا فأخبر أبو القيس في قصيدته هذه أن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه قريش كان بعد ما استنبئ وصدع بالوحي من الله بضع عشرة حجة * وقال بعضهم كان مقامه بمكة خمس عشرة سنة ذكر من قال ذلك * حدثني بذلك الحارث عن ابن سعد عن محمد بن عمر عن إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس واستشهد بهذا البيت من قول أبى قيس صرمة بن أبي أنس غير أنه أنشد ذلك ثوى في قريش خمس عشرة حجة * يذكر لو يلقى صديقا مواتيا (قال أبو جعفر) وقد روى عن الشعبي أن إسرافيل قرن برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه ثلاث سنين * حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر الواقدي قال حدثنا الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي * قال وحدثنا املاء من لفظه منصور عن الأشعث عن الشعبي قال قرن إسرافيل بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين يسمع حسه ولا يرى شخصه ثم كان بعد ذلك جبريل عليه السلام قال الواقدي فذكرت ذلك لمحمد بن صالح بن دينار فقال والله يا ابن أخي لقد سمعت عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعاصم ابن عمر بن قتادة يحدثان في المسجد ورجل عراقي يقول لهما هذا فأنكراه جميعا وقالا ما سمعنا ولا علمنا إلا أن جبريل هو الذي قرن به وكان يأتيه بالوحي من
(١٠٩)