منهاج الصالحين - الشيخ وحيد الخراساني - ج ١ - الصفحة ٢٧٧
الصالحة والقدم في الاسلام المتقدمة، فإنهم أكرم أخلاقا، وأصح أعراضا، وأقل في المطامع إشراقا، وأبلغ في عواقب الأمور نظرا [من غيرهم، فليكونوا أعوانك على ما تقلدت]... ".
وقد بين (عليه السلام) أن تولية الأمور في الحكومة العلوية لا تكون بالميل والهوى، بل بالاستحقاق والاختبار والاصطفاء، وعلى أساس الورع والعلم والسياسة والتجربة والحياء، والنشأة في البيوتات الصالحة والقدم في الاسلام.
فيدور تولي الأمور مدار الكفاية والأمانة، كما قال الله سبحانه: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} (1)، وقال سبحانه: {إن خير من استأجرت القوى الأمين} (2).
والأمة التي يتصف واليها بتلك الأوصاف، وقاضيها بتلك السمات، وعاملها بهذه المزايا، وتكون المراتب والمناصب فيها على أساس درجات العلم والإيمان والأمانة، تكون خير أمة أخرجت للناس (3)، وإمامهم لا محالة يكون أفضلهم، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " من أم قوما وفيهم من هو أعلم منه وأفقه لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة " (4).
* وقد اقتصرنا من هذا العهد على قليل من كثير، ولم نستوف شرح لطائفه

(١) سورة يوسف: ٥٥.
(٢) سورة القصص: ٢٦.
(٣) إشارة إلى الآية ١١٠ من سورة آل عمران.
(٤) ثواب الأعمال ص ٢٠٦، وبتفاوت يسير في علل الشرائع ص ٣٢٦ باب ٢٠ ح ٤ ومصادر أخرى للخاصة.
المغني لابن قدامة ج ٢ ص ٢٠: الجامع الصغير ج ٢ ص ٥٨٢، كنز العمال ج ٧ ص ٥٩٠.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست