أن يبلغ فيظهر الاسلام أو الكفر.
أقول: لا يخفى أنه كما تمسك به القائل بالالحاق كذلك تمسك به من يقول بطهارة ولد الكافر وعدم تبعيته له في النجاسة - غاية الأمر أن الأول تمسك بذيله والثاني بصدره - مقررا أنه ولد على فطرة الاسلام فهو محكوم عليه بحكمه، هذا.
والحق أنه لا يصح ولا يتم الاستدلال بالحديث الشريف مطلقا - لا للتبعية ولا لعدمها - ولا دلالة فيه على أي واحد من الأمرين فإنه غير مرتبط بالمقام.
ولتوضيح الكلام واثبات ما ذكرناه في المقام ينبغي البحث في معناه فنقول: اختلفوا في معنى الحديث فقال علم الهدى الشريف المرتضى قدس سره: الفطرة ههنا الدين وتكون (على) بمعنى اللام فكأنه قال: كل مولود يولد للدين ومن أجل الدين لأن الله تعالى لم يخلق من يبلغه مبلغ المكلفين إلا ليعبده فينتفع بعبادته، يشهد بذلك قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون... 1 ولكن الذي أفاده قدس سره خلاف الظاهر فإن الظاهر من معناه إن الله جعل في كل مولود استعداد التوجه إلى الله الذي لا يزول ولا يزال واقتضاء اقباله وتوجهه إلى المبدء المتعال فالانسان يتولد والحال أنه جعل بحسب التكوين بحيث لولا الموانع والحواجز الخارجية يتوجه في القابل من حياته والمستقبل القريب من عمره إلى ربه الذي فطره وأنشأه ويهتدي بنور هداه وفطرته إلى الله