كلمة حول التبعية ثم لا يخفى أن التبعية على قسمين وكل منهما أغلبية بحسب واقعيتها:
أحدهما: التبعية في الولادة وهذه من الأمور الارتكازية يدل عليها قوله تعالى: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ". 1 وقد أفصح عنها الشاعر بالفارسية بقوله:
زمين شوره سنبل بر نيارد * در آن تخم وعلم ضايع مگردان ومعروف بين الناس كالمثل السائر بالعربية. وكل إناء بالذي فيه ينضح. و بالفارسية: از كوزه همان برون تراود كه در اوست فالكافر رجس وخبيث لكفره ولا يخرج ولا يتولد من الخبيث غالبا إلا الخبيث فهذا هو مقتضى خباثة المنشأ، ودنائة المولد، ولؤم الأصل، وسوء المنبت، كما أن الأصل الطيب والمنشأ الطاهر لا ينتج إلا ثمرات طيبة وأولادا أمجادا صلحاء، فإن الطهارة والكرامة موروثتان من معدن أصيل في الأسرة ومن البيوت العريقة في الدين.
ثانيهما: التبعية في التربية التي أشار إليها النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف الذي أمضيناه: (إنما أبواه يهودانه وينصرانه و يمجسانه) فالفطرة الاسلامية ثابتة مودعة في كل مولود مدخرة في زوايا قلبه و أعماق نفسه حتى من ولد في بيئة الكفر وتكون من والدين كافرين ونشأ في أجواء الضلال ومواطن الشرك والالحاد فقد أودع الله في قلبه حب المبدأ والرغبة إلى الحق والتوحيد والدين الحنيف والصراط المستقيم لكن التربية المغلوطة