والمستفاد منها بلحاظ التعبير بالخروج لزوم كون الكفر مسبوقا بالايمان وهذا يقتضي كون الكافر الأصلي خارجا عن تحت التعريف لأنه غير مسبوق بالاسلام ولا يصدق في حقه أنه خرج عن الاسلام.
ولعله لرفع هذا الاجمال أو الايهام والاشكال فسر السيد صاحب المدارك قدس سره العبارة بقوله: المراد بمن خرج عن الاسلام من باينه كاليهود والنصارى وبمن انتحله وجحد ما يعلم من الدين ضرورة من انتمى إليه وأظهر التدين به لكن جحد بعض ضرورياته 1 انتهى كلامه رفع مقامه.
وعلى ما بيناه فمعنى العبارة إن الكافر قسمان.
أحدهما: من لم يكن مسلما مقرا وداخلا في حوزة الاسلام وعلى هذا فالمراد بمن خرج عن الاسلام هو غير المسلم سواء كان مسبوقا بالاسلام أم لم يكن كذلك ولم يعهد منه الاسلام أصلا.
ثانيهما: من كان منتحلا ومع ذلك كان منكرا للضروري.
ولعل هذا المعنى والتفسير أقرب مما أفاده سيد المدارك وكيف كان يصرف النظر عن ظاهر لفظ الخروج، وقد تحقق أن الحكم بالكفر دائر مدار أحد الأمرين أحدهما تحقق نفس الكفر سواء كان مسبوقا بالاسلام أم لا والآخر الانتحال إلى الاسلام مع إنكار الضروري.
كلمة أخرى حول الكفر لا يخفى أن للكفر - في الآيات والروايات وكلمات العلماء - اطلاقات مختلفة: