نتائج الأفكار ، الأول - السيد الگلپايگاني - الصفحة ١٠١
الثاني: وهو الذي تمسك به بعض العلماء 1 واعتمد عليه - أن نجاسة أولاد الكفار ارتكازي عند أهل الشرع، حيث إنهم يتعدون من نجاسة الأبوين ذاتا إلى المتولد منهما، فهو شئ مركوز في أذهانهم مثل حكمهم بنجاسة المتولد من الكلبين ارتكازا.
وفيه أنه لو سلم ذلك فإنما هو فيما إذا كانت النجاسة ذاتية في الأصل غير قابلة الانفكاك عنه، كالكلب فإن النجاسة لا تنفك عنه أبدا وفي أي شرط من الشرائط وحال من الأحوال، فإذا المتولد من كلبين محكوم بالنجاسة لارتكاز أهل الشرع بكونه نجسا، وأما إذا لم يكن الأمر كذلك بل كانت النجاسة في الأصل لجهة عارضة تدور معها نفيا واثباتا كالكفر القابل للتغير والتبدل - وما دامت هذه الصفة الخبيثة موجودة يحكم بالنجاسة وتزول بزوال الوصف العنواني فهنا لا ارتكاز على نجاسة المتولد منه، لعدم كونه واجدا للصفة، وعدم صدق الكافر عليه، بل وعدم صلاحيته لذلك.
والحاصل: أن الكفر علة تقييدية لا تعليلية ولذا لا يمكن ادعاء الارتكاز في نجاسة المتولد من الكافر كما لا يصح أيضا في كل مورد كانت النجاسة في الأصل لأجل فعل من الأفعال وصفة من الصفات.
الثالث: قول الله عز وجل: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم... 2 فإن الظاهر منه الحاق ذرية كل به.

١. أقول: قال علم التحقيق والتقى الشيخ المرتضى في طهارته ص ٣٠٦:... بل هذا الوجه هو العمدة...
٢. سورة الطور الآية ٣١ أقول: وفي الكافي باب الأطفال من كتاب الجنائز: وفي حديث آخر أما أطفال المؤمنين فيلحقون بآبائهم وأولاد المشركين يلحقون بآبائهم وهو قول الله عز وجل والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمانهم ألحقنا بهم ذريتهم.
ثم لا يخفى أن الشيخ قدس سره استدل بالآية الكريمة في المبسوط ج ٣ ص ٣٤١ قال: اعتبار اسلام الطفل بشيئين أحدهما يعتبر بنفسه والثاني يعتبر بغيره... وأما اعتباره بغيره فعلى ثلاثة اضرب أحدها الأبوان فاعتباره بالوالدين إذا كان أبواه مسلمين فإنه يحكم باسلامه لقوله تعالى " الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم " فأخبر تعالى أن ايمان الذرية يلحق بايمان أبويه وهكذا إن كان أبواه كافرين فإنه يحكم بكفر الأولاد والأطفال تبعا لهما انتهى كلامه.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المؤلف 3
2 تقريظ سيدنا الأستاذ دام ظله 9
3 من جملة النجاسات الكافر، والاستدلال بالآية 11
4 ما هو المراد من النجس 23
5 نكتة شريفة 30
6 ما هو المراد من المسجد الحرام 32
7 حول معارضة آية الطعام 34
8 الاستدلال بآية الرجس 37
9 الأخبار الدالة على نجاسة الكفار 39
10 اشكال الهمداني والجواب عنه 51
11 الكلام حول الاجماع على النجاسة 55
12 تذنيب البحث 66
13 أدلة القائلين بطهارة أهل الكتاب 69
14 الاستدلال بالكتاب على طهارتهم 70
15 مع صاحب المنار 71
16 الطعام في السنة 73
17 هل الطعام بمعنى الاطعام 79
18 الاخبار التي تمسك بها القائلون بالطهارة 80
19 كلمة حول الرأي المختار 94
20 كلمة من بعض الاجلاء 95
21 الكلام حول نجاسة أولاد الكفار 99
22 الاخبار المعارضة 106
23 الكلام في استصحاب النجاسة 110
24 الكلام في السيرة 114
25 مسألة في أولادهم من السفاح 116
26 كلمة حول التبعية 118
27 مسألة بالنسبة إلى ولد الكافر، المجنون 119
28 بحث في المسبي 123
29 فرعان يكثر الابتلاء بهما 126
30 تنبيه 131
31 كلمة أخرى حول التبعية 132
32 الكلام في حكم اللقيط 134
33 حكم اجزاء الكافر التي لا تحله الحياة 137
34 حول معنى الكفر والاسلام 143
35 كلمة أخرى حول الكفر 150
36 حول انكار الضروري 159
37 كلمة في معيار الضروري 179
38 الكلام في الارتداد واحكام المرتد 181
39 كلمة في ولد المرتد 183
40 كلمة حول المنافقين 185
41 الكلام حول كفر الخوارج والنواصب 189
42 الكلام حول الغلاة 197
43 البحث حول المجسمة 205
44 الكلام حول المجبرة 215
45 الكلام حول المفوضة 221
46 تذنيب يناسب المقام 226
47 الكلام حول المخالفين 229