تأجيج النار على غير أطفال المؤمنين والكفار بناء على ما ثبت بالأخبار الصحيحة من تقسيم الناس إلى مؤمن ومسلم وكافر فأهل الوعدين و هم المؤمنون والكفار لا يقفون في الحساب ولا تنشر لهم الدواوين ولا تنصب لهم الموازين وإنما يساقون بعد البعث إلى الجنة إن كانوا مؤمنين والنار إن كانوا كافرين وهذان الفريقان يلحق بهم أولاهم في الجنة والنار كما صرحت به تلك الأخبار وأما المسلمون وهم أهل المحشر الذين يقفون في الحساب وتنشر لهم الدواوين وتنصب لهم لموازين فهؤلاء الذين تأجج لأولاد هم النار. 1 ونحن نقول: إن هذه المطالب متعلقة بالآخرة وعالم الغيب الذي له أسرار عظيمة وجريانات خافية علينا ولا علم لنا بمعاملة الله خلقه ولا ما يقع في تلك النشأة قال الله تعالى: " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا 2 " نسئل الله أن يجعل عواقب أمورنا خيرا، ونعم ما قاله بعض الفقهاء - بل هو حق الكلام - من أن البحث في هذه الأمور ليس من شأن الفقيه من حيث إنه فقيه، بل هو مربوط بالمتكلمين، لأنهم يبحثون - في علم الكلام - في كيفية العقوبة والمثوبة وأشباه ذلك فعدم تعرضنا لذلك أنسب وايكال هذه المطالب إليهم أولى.
وقد تلخص مما ذكرنا أنه لا يمكن اثبات الحكم الظاهري كالنجاسة بهذه الأخبار.