سلاما ومن أبى قال تبارك وتعالى هذا قد أمرتكم فعصيتموني. 1 تدل على أخبار الأطفال يوم القيامة بالنار، والطفل مطلق شامل لولد المسلم والكافر، وعلى هذا فأولاد الكفار أيضا يختبرون، رغما لما ذكروه من لحوقهم بآبائهم.
ومنها عن سهل عن غير واحد رفعوه أنه سئل عن الأطفال فقال إذا كان يوم القيامة جمعهم الله وأجج لهم نارا وأمرهم أن يطرحوا أنفسهم فيها فمن كان في علم الله عز وجل أنه سعيد رمى بنفسه فيها وكانت عليه بردا وسلاما ومن كان في علمه أنه شقي امتنع فيأمر الله بهم إلى النار فيقولون يا رب تأمر بنا إلى النار و لم يجر علينا القلم؟ فيقول الجبار قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوني فكيف ولو أرسلت رسلي بالغيب إليكم؟ 2 ودلالة هذه أيضا ظاهرة، ومجرد امتناع الأطفال عن دخول النار بأمر الله تعالى يوجب - بمقتضى هذه الرواية - دخولهم في النار.
لا يقال: كيف يصح دخولهم في جهنم وخلودهم في النار أبدا لامتناع أمر واحد ومخالفة واحدة له سبحانه؟.
لأنا نقول: هذا هو عين الاشكال الذي يذكر في الكافرين أنفسهم فيقال كيف يمكن خلودهم في النار أبد الآبدين لعصيان سبعين سنة أو أقل أو أكثر من ذلك؟
والجواب في المقامين واحد، وهو أن الله تعالى يعلم أنه لو بقي أبد الآباد لكان مصرا على معاصي الله ومقيما على مخالفته متوغلا في الفواحش