يشبع، لا ينظر اللَّه إليه ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر، وانه لمعاوية واني عرفت أن اللَّه بالغ أمره، ثم أذن المؤذن وقمنا على حالب يحلب ناقة فتناول الإناء فشرب قائماً ثم سقاني وخرجنا نمشي إلى المسجد فقال لي:
ما جاء بك يا سفيان؟ قلت: حبكم والذي بعث محمّداً بالهدى ودين الحق، قال:
فأبشر يا سفيان فإني سمعت علياً يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله يقول: يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين يعني السبابتين أو كهاتين يعني السبابة والوسطى أحداهما تفضل على الأخرى، أبشر يا سفيان، فان الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث اللَّه إمام الحق من آل محمّد» «1».
وروى محمّد بن محسن الكاشاني بأسناده عن زيد بن وهب الجهني، قال:
«لما طعن الحسن بن علي عليهما السلام بالمدائن أتيته وهو متوجع، فقلت: ماترى يا ابن رسول اللَّه؟ فان الناس متحيرون، فقال: أرى واللَّه أن معاوية خير لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، واللَّه لأن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي، واللَّه لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلماً، فواللَّه لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير، أو يمن علي فيكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ولمعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا وعلى الميت قال: قلت: تترك يا ابن رسول اللَّه شيعتك كالغنم ليس له راع؟ قال: وما أصنع يا أخا جهينة، اني واللَّه لأعلم بأمر قد أدّى به إلي عن ثقاته أن أمير المؤمنين قال لي ذات يوم وقد رآني فرحاً: يا حسن أتفرح؟ كيف بك إذا رأيت اباك قتيلًا!