ثم كتب جواباً لمعاوية: إنما هذا الأمر لي والخلافة لي ولأهل بيتي، وانها لمحرمة عليك وعلى أهل بيتك، سمعته من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واللَّه لو وجدت صابرين عارفين بحقي غير منكرين ما سلمت لك ولا اعطيتك ما تريد وانصرف إلى الكوفة» «1».
قال أبو الفرج: «ثم ان الحسن بن علي سار في عسكر عظيم وعدة حسنة حتى أتى دير عبد الرحمان «2» فأقام به ثلاثاً حتى اجتمع الناس، ثم دعا عبيد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب فقال: له يابن عم، اني باعث معك اثني عشر ألفاً من فرسان العرب وقراء المصر الرجل منهم يزن الكتيبة فسر بهم، وألن لهم جانبك وابسط وجهك وافرش لهم جناحك، وأدنهم من مجلسك فانهم بقية ثقة أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه، وسر بهم على شط الفرات حتى تقطع بهم الفرات، ثم تصير إلى مسكن، ثم امض حتى تستقبل معاوية، فان أنت لقيته فاحبسه حتى آتيك فاني في أثرك وشيكا وليكن خبرك عندي كل يوم، وشاور هذين، يعني قيس بن سعد وسعيد بن قيس، فإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك، فإن فعل فقاتل، فان أصبت فقيس بن سعد على الناس، وان اصيب قيس فسعيد بن قيس على الناس ثم أمره بما أراد، وسار عبيد اللَّه حتى انتهى إلى شينور حتى خرج