رسول اللَّه، أهي سيّدة نساء عالمها؟ فقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ذلك لمريم بنت عمران، فأمّا ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
وانها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقرّبين.
وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة«إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ» «1» ثم التفت إلى علي عليه السّلام فقال: يا علي ان فاطمة بضعة مني وهي نور عيني وثمرة فوادي، يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها، وانها أول من يلحقني من أهل بيتي فاحسن اليها بعدي، وأما الحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي وهما سيدا شباب أهل الجنة، فليكرما، فليكونا عليك كسمعك وبصرك، ثم رفع صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يده إلى السماء فقال:
اللهم اني أشهدك أني محب لمن أحبهم ومبغض لمن أبغضهم وسلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم وعدو لمن عاداهم وولي لمن والاهم» «2».
روى فرات باسناده عن جعفر عليه السّلام عن أبيه قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب اللَّه الى قصرها فتمر ابنتي فاطمة عليها ريطتان خضراوان حواليها سبعون الف حوراء فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائماً والحسين نائماً مقطوع الرأس فتقول للحسن من هذا فيقول هذا أخي أن أمّة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه فيأتيها النداء من عند اللَّه يا بنت حبيب اللَّه اني انما أريتك ما فعلت به أمّة أبيك اني أدخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه واني جعلت تعزيتك اليوم أنّي لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنّة أنت