غرفاً لبنة من فضّة ولبنة من ذهب ولبنة من درّ ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد، ثمّ جعل فيها عيوناً تنبع في نواحيها وحفّت بالأنهار، وجعل على الأنهار قبابا من درّ قد شعبت بسلاسل الذّهب وحفّت بأنواع الشجر وبنى في كلّ غصن قبّة وجعل في كلّ قبّة أريكة من درّة بيضاء، غشاؤها السّندس والاستبرق وفرش أرضها بالزّعفران وفتق بالمسك والعنبر، وجعل في كلّ قبّة حوراء والقبّة لها مائة باب، على كلّ باب حارسان وشجرتان في كلّ قبّة مفرض وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي، قلت لجبرئيل: لمن بنى اللَّه هذه الجنة؟ قال: بناها لفاطمة ابنتك وعلي بن أبي طالب سوّى جنانهما تحفة اتحفهما واقرّ عينيك يا رسول اللَّه» «1».
وروى باسناده عن أنس: «انّ عمر بن الخطاب أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر، ما يمنعك أن تزوّج فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: لا يزوّجني. قال: إذا لم يزوّجك فمن يزوج وإنّك من أكرم الناس عليه واقدمهم في الاسلام؟ قال: فانطلق أبو بكر الى بيت عايشة، فقال: يا عايشة، إذا رأيت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم طيب نفس وإقبالًا عليك فاذكري له أنّي ذكرت فاطمة فلعل اللَّه عزّوجل أن ييسرها لي. قال: فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فرأت منه طيب نفس وإقبالًا، فقالت: يا رسول اللَّه، انّ أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها، قال: حتّى ينزل القضاء، قال: فرجع اليها أبو بكر، فقال: يا أبتاه وددت أنّي لم أذكر له الّذي ذكرت، فلقي أبو بكر عمر، فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عايشة، فانطلق عمر إلى حفصة، فقال: يا حفصة إذا رأيت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إقبالًا- يعني عليك- فاذكريني له واذكري