الأول انسداد منافذ الروح الصاعد إلى الدماغ بأخلاط غليظة لا في الغاية وإلا جاءت السكنة وهو في الدماغ كالخدر في باقي الأعضاء والثاني عبارة عن تلاقى الأبخرة بحركات مختلفة يشعر منها بالدوران وعدم التماسك (العلامات) كثرة الدوى والطنين واختلاط العقل وعدم القدرة على الوقوف والجلوس وكثرة الغشى والسباب (العلاج) بعد التنقية بما يناسب تبريد الحار بماء الشعير والتمر هندي والخشخاش وخيار الشنبر وشراب الورد أو البنفسج أو السكنجبين، ولليمون هنا خاصية عجيبة والبارد بالأيارج الكبار أو بمعجون المسك وقرص الملك بماء العسل أو حب الصبر، ومن المجربات للنوعين أن يؤخذ حب البلسان كزبرة حب شاهترج من كل خمسة ورد منزوع تربد شحم حنظل أصفر مصطكي من كل ثلاثة تعجن بعسل الكابلي الشربة منه ثلاثة مثاقيل ويطلى بعد ذلك بعصارة قثاء الحمار والزعفران محلولين في الماء القراح ويسعط منه ويطلى [سبات] عبارة عن سيلان خلط أو صعود بخار يضرب على الحواس فتنقص أو تبطل بحسب المادة وهو نوعان أحدهما يلزمه مع الكسل والبلادة والفتور والنوم وهو السبات مطلقا، والآخر السهر ويقال له السبات السهري والسهر السباتي والسبق بحسب الأكثر (وسببه) غالبا البرد وقد يكون عن عدم وندر عن الصفراء والسهر عكسه لأنه عن اليبوسة المحضة بل لا يمكن عن غيرها والعلامات هنا معلومة لكن العليل إن كان ينتبه لونبه ويعقل لو كلم فمرجو الزوال وإلا فمتعسر أو متعذر (العلاج) لمطلق السبات تنطيل الرأس بطبيخ الشبت والنمام والبابونج والتضميد بأجرامها وتقطير الخل وعصارة النمام في الانف والمسك بماء الورد مجرب ويستعمل حال الإفاقة الغاريقون بدهن اللوز الحلو والسكر ويسقى عليه طبيخ الأفتيمون أو الخيار ويطلى بالصبر وماء الآس وعلاج السبات علاج الجمود والشخوص [سهر] وهو تتمة السبات تقدم سببه فيه وعلامته معلومة وعلاجه ملازمة ماء الشعير بحليب الضأن والدهن بالزبد، ومما جربناه للنوم أن تأخذما شئت من أجزاء الخس والخشخاش والبنج زهرا أو ورقا أو أصولا أو بزرا أو قشرا سواء زهر حنا آس باقلا من كل نصف جزء صبر زعفران ما تيسر يطبخ الكل حتى يضمحل ويصفى ويطبخ ماؤه مع أحد الادهان حتى يبقى الدهن فإنه من الاسرار العجيبة المجربة في دفع الصداع وجلب النوم كيف استعمل وإن فتق بالصبر كان الغاية والتضميد بالاجزاء المذكورة يفعل ذلك وكذا النطول ومن لم ينومه ذلك فلا مطمع في برئه قالوا. ومن الخواص: طرح الزعفران أو الصبر أو خمس ورقات من الخس تحت الوسادة رؤوسها إلى رأس العليل من غير علمه وكذا أكل الأرز وحده والحلبة كيف كانت وبزر الخشخاس والخس بالسكر وشم العنبر [سرسام] بفتح السين لفظة فارسية معناها ورم الرأس لان سام الورم وسر الرأس هكذا وضعت هذه اللفظة في الأصل لمطلق ما يوجب ورما في أجزاء الرأس والذي حررته عن اليونانية أن هذه اللفظة تطلق عندهم على الحار خاصة وأن الفرس حرفت اللفظة وأصله سيرسيموس يعنى ورم الدماغ الحار. وتفصيل القول فيه أن ما احتبس في بطون الدماغ أوجبه فيها إن كان حارا فإن كان عن الدم فالسرسام أو عن الصفراء فقرانيطس، وقد يطلق كل من اللفظتين على كل من المادتين أو باردا، فإن كان عن البلغم سمى ليثر غس يعنى الورم البارد الرطب أو عن السوداء فهو سقاقيلوس إن استحكم وإلا فغا غرغانا والاطلاق المار آت هنا فان تعلقت المادة في كل من الخمسة بالحجاب الفاصل بين الصدر والمعدة سمى المرض حينئذ برساما وإن تظاهر في أجزاء الرأس مع عموم الداخل واختلاط العقل واشتداد
(٥٥)