تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٣٥
عرق الهامة) لنحو القراع والسعفة والشقيقة (وثالثها) الصدغ عرق يلتوى على مفصل الفك واليافوخ فالماق فوقه وأصغر منه وكلاهما لجميع أمراض العين كل جانب لما يليه ثم ثلاثة عروق صغار تحت قصاص الشعر يلحقها أعلى الاذن إذا التصق تفصد لغالب أمراض الرأس والعين واثنان خلف الاذن يفصدان لاوجاع الرأس والخودة والدوار قالوا وفصد هما يقطع السل ثم الوداج للجذام والبحة والاحتراق والأبخرة الرديئة وعرق الأرنبة ويفصد حيث يعرف بالغمز لامراض الانف والكلف لكن يوجب حمرة لا تزول وإذا الوداج أولى في تصفية اللون لأنه يزيل البهق والنمش والباسور والطحال والكبد والربو وعرق النقرة للصداع والسدر المزمن وأربعة تسمى الكهارج لسائر علل الفم واللثة وعرق تحت اللسان في باطن الذقن لثقله وأوجاعه وأوجاع اللوزتين في الحلق ومثلها عرق يعرف بالضفدع تحت اللسان يفصد في أمراضه وعروق عند العنفقة للبخر وتغير الفم وعرق اللثة لفساد فم المعدة، وفى البدن عرقان أحدهما عن يمين السرة لعلل الكبد وثانيهما عن يسارها للطحال، فهذه جملة ما يفصد من الأوردة وأما الشرايين فالمقصود منها واحدفى الصدغ يبثر لنزول الماء والقروح والبثور والعشا كالعروق الثلاثة السابقة، وآخر خلف الاذن للصداع والدوار، وقلما سلمت هذه عن خطر وواحد بين الابهام والسبابة على ظهر الكف رآه جالينوس في النوم لا شئ أنفع من فصده لعلل الكبد والمعدة والكلى وجميع أمراض المقعدة كل في جانبه.
* (تنبيه) * إياك والفصد بمبضع صدئ أو ذي كلال أو غليظ الشعرة بل يكون لينا حذرا من الكسر نظيفا رفيع الشفرة ويمسك بلطف ولا يبخش عرضا ولا يزال الجلد عن محاذاته العرق وعليك بالاجتهاد في تحصيله بالغمز والربط الرقيق والحل والشد حتى يمتلئ وينتفخ وإن احتجت إلى تكرير الضربة فاجعل الثانية فوق الأولى فان سد لغلظ الدم فاغمسه في الماء الحار، ومن أراد الفصد ففاجأه إسهال طبيعي ترك ومتى اختنق العضو فحل الرفادة واربط العنق في عروق الرأس وأكثر من حركة الأصابع في حال خروج الدم ومل إلى جانب الفصد في آفة تعم البدن كالجذام والحكة وإلا استلق ويجب على الفاصد استصحاب الآلات المختلفة والمسح بالحرير وصون الآلة عن الغبار وأن لا يفصد بآلة ذي مرض معد كالجذام وغيره ولا يدهن بالادهان لمن لا يريد إعادة الفصد وينبغي لمن يفصد في حفظ الصحة تحرى اعتدال الوقت والهواء والخلو عن الطعام الغليظ وكون القمر في البروج الهوائية وقد مال إلى فراغ النور وأن يشاكل المريخ قال أبقراط إن اتفق سابع عشر يوم الثلاثاء أو كان القمر في الجوزاء أو الميزان ناظر إلى المريخ كفى الفصد حينئذ عن عام كامل، وأما صاحب المرض فلا ينتظر في الفصد شرطا بل يفصد حيث دعت الحاجة، ومن أراد توفير خروج الدم فليجلس في فصد عروق الرأس ويستلق في اليد ويقف في فصد الرجل ولا عكس، ومن فصد في الاستسقاء عرق البطن مال إليه وكذا يميل إلى اليسار في اليرقان الأسود والطحال اه‍.
[فتوق] وتسمى القرو والقيلة والأدرة وقيل القرو الماء والقيلة اللحم والأدرة نزول الثرب والفتق تعمها، وبالجملة فهذه العلة رديئة تكثر في البلاد الرطبة (وأسبابها) كثرة الامتلاء والشرب والجماع والحركة قبل الهضم وقد تكون عن صيحة ووثبة وحمل ثقيل، ثم هي إما من نفس المعى (وعلامته) أن ينفتق ويظهر أولا قريبا من السرة ثم يزيل وتتحول إليه الفضلات شيئا فشيئا وإذا غمز عاد بعسر ووجع وقولنج، أو نفس الثرب (وعلامته) أن يرجع حالة الاستلقاء بنفسه وفى غيره بالغمز دون ألم ولا قراقر، وقد يكون عن ريح (وعلامته) الخفة والقرقرة والطلوع والنزول بسرعة، وقد يكون ماء
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197