تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٤٠
لانفراده بأسباب مخصوصة وهذا غير ناهض بما طلبوه وإنما يثبت الضدية المعلومة بغير نزاع، وقال الرازي والمسيحي المرض أصل لعدم انضباط الطوارئ والصحة فرع وهذا باطل أصلا وإلا لما أمكن وجودها، وقال أبقراط والشيخ وجل أهل الصناعة الأصل الصحة وإنما يطرأ المرض لكثرة التغيرات وهذا هو الصحيح وإلا انتقض مراد الحكيم تعالى عن ذلك. فان قيل إذا كان الطب حافظا للصحة دافعا للمرض فالواجب البقاء وعدم اختلال البنية خصوصا من نفس الطبيب ونحن نرى الحكماء فضلا عن غيرهم يضعفون ويموتون فلا فائدة للطب قلا ليس على الطبيب منع الموت ولا الهرم ولا تبليغ الاجل الأطول ولا حفظ الشباب لعدم قدرته على ضبط ما ليس إليه أمره كتغير الهواء وكوروده على الأغذية من حيوان وغيره ومشقة الاحتراز في تعديل المأكل والمشرب وغيرهما وعدم إمكان جلب الفصول على طبائعها الأصلية فقد ينقلب كل منهما إلى الآخر وإنما عليه إصلاح ما أمكن من دفع ضار مناف وحفظ صحة إلى الاجل المعلوم. فان قيل موجبات الموت والحياة ولوازمهما إما أن تكون بتقدير الصانع إيجابا وسلبا كما هو الحق أو باقتضاء طوالع الوقت وكلاهما ليس للطب قدرة عليه فانتفت الحاجة إليه. قلنا لو كان الامر كذلك لكان الأكل والشرب وسائر ما به القوام من هذا القبيل فكان يجب تركه لان المقدر من بقاء البدن إن كان بدونها فلا فائدة في تعاطيها وبها لزم والكل باطل بل هي تقادير علق الامر عليها كما في محله فكذا الطب وبه جاءت السنة عن أرباب النواميس فقد قال عليه الصلاة والسلام (تداووا فان الذي أنزل الداء أنزل الدواء وما من داء إلا وله دواء) إلى غير ذلك (فقيل له أيدفع الدواء القدر؟ فقال عليه الصلاة والسلام الدواء من القدر) إذا عرفت هذا مع ما تقدم من المواليد وغيرها مع ما يأتي علمت أن لا خلاف في أن وجود النوع أولا كان بحكم الاختراع وقد عرفت الكلام فيه فإذا الصحة إما أن تحفظ بحسب بقاء نفس الشخص أو بالنظر إلى النوع ولا زيادة في الثاني على الأول سوى الكلام على توليد الماء وصفة إلقائه في الرحم وما يجب له إلى أن يخرج ثم بعد الخروج يتحد الأمران إلى انحلال الوجود وتقدم بعض ذلك في حرف الميم فراجعه والله أعلم [صداع] ألم في أعضاء الرأس مناف للطبيعى ويختلف الاحساس به من حيث المادة ويكون عن خلط فأكثر ساذجا أو ماديا وعن بخار كذلك وغيرها ويستدل عليه بمامر فعلامة الحار مطلقا في كل مرض سخونة الملمس وحمرة اللون وامتلاء النبض وتلون القارورة والكسل والتهيج وحلاوة الفم في الدم ومرارته وزيادة العطش والجفاف في الصفراء وكذا القلق والضربان والدوى والبارد بالعكس والاستلذاذ بالمضاد شائع في الكل (السبب) يكون في الحار إما من خارج كالمشى في الشمس والمكث في الحمام أو من داخل كافراط غضب أو أخذ مسخن كزنجبيل وكذا البارد بعكس ما ذكر وهذا القول يطرد في كل مرض فاستغنى عن الإعادة.
(العلاج) لاشك أن حقيقة الصداع فساد المادة في الكم أو الكيف ثم يترقى فان عم جميع أجزاء الرأس سمى صداعا وخودة أو وسط الرأس فالبيضة أو أحد الجانبين فالشقيقة إلى غير ذلك من الأنواع وعلى كل الأحوال إن دلت العلامات على أن المادة دموية فصدت القيفال بالشروط المذكورة وإن كان الصداع متعديا إلى الدماغ من عضو غيره فصد المشترك وقد يفصد في الصفراء لحدة الدم ثم ينقى الخلط الغالب بالمناسب. ومن المجربات الخاصة به أعنى الحار مما استخر جناه ولم نسبق إليه هذا الدواء. وصنعته: معجون ورد ثلاث أواق معجون بنفسج أوقية عناب سبستان إجاص ماء ورد ودهن ورد من كل نصف أوقية يطبخ الكل بأربعمائة درهم ماء عذبا حتى يبقى ربعه ويصفى ويستعمل ويغذى بالقرع والإسفاناخ أو مزورة الأجاص ويطلى بماء الورد ودهنه والخل وماء
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197