بالخفش فان الخفاش لا يبصر نهارا ويبصر ليلا والأعشى هو الذي لا يبصر بعد غروب الشمس فتأمله، والعشا عبارة عن الضعف بسبب غلظ الرطوبة وإفراطها عكس الجهر كذا قرروه والظاهر أن يكون عن رقة الرطوبات وكثرتها فينصرف البصر زمن التسخين حتى إذا توارت الشمس غلظ برد الهواء تلك الرقة فامتنع البصر من الانتفاش (العلاج) تستفرغ المواد بالقوقايا والايارج ويلطف الغذاء ويلازم الروشنايا طرفي النهار وترا، ومن المجرب أن تذبح عنز أسود على اسم صاحب العلة قبل طلوع الشمس يوم الأربعاء أو السبت يوم الزيادة ويؤخذ كبدها فتطرح على نار ويكتحل بما يخرج منها. وفى الخواص إذا غرز في كبد عنزر دار فلفل وزنجبيل وشويت وأخرجا منها وسحقا كان كحلا جيدا لصاحب هذه العلة خاصة وهو غاية [الورم والالتواء] هذان من علل الطبقة الصلبة وتكونان إما عن رطوبة وتعرف بالثقل والاسترخاء والجذب إلى تحت أو عن يبوسة وعلاماتهما العكس والالتواء للاحساس بميل العين إلى جانب والورم معلوم وقد يشارك هذه الطبقة غيرها فيهما كما لو بارز الجليدية البيضية فيشترك باقي الطبقات في الاطباق وعلامة ذلك الضيق والصغر ويسميه بعضهم جمود الحدقة (العلاج) يرطب اليابس ويستفرغ الرطب ويكتحل في اليابس بالشياف الأبيض مع اللبن وفى الرطب بما يدخله المسك وإن كان هناك وجع بدأ بتسكينه بأن يضمد بالورد والآس مطبوخة بالشراب أو بصفار البيض ممزوجة بدهن الورد والزعفران. واعلم أن الحمرة متى كانت في مؤخر العين فالعلة خاصة بالمشيمية لانهاكثيرة الأوردة والدم فبادر إلى الفصد وأكثر من التبريد [اليرقان الخاص] هذا مرض قد يعم البدن وسيأتى أو يخص العين، فمع اليبس يكون في الملتحمة ومع الدموع يكون من علل الشبكية (وسببه) انصباب المادة إليها فتصبغ بها أجزاء العين فإن كان معه غور وجذب إلى داخل فسدة وإلا فخلط رقيق (العلاج) تستفرغ الصفراء وتضمد العين ببرز القطونا أو الهندبا ويصب فيها الشياف الأبيض ويقطر فيها الشراب مع برود الحصرم ثم كحل الزعفران، ومن العلاج المفيد كثرة الانكباب على مطبوخ البابونج والبنفسج والخطمى.
[الوردينج] قد وعدنا به في الرمد، وهو عبارة عن امتلاء الشبكية بالدم غالبا فيرتفع حتى يغطى بياض الحدقة وتنقلب الأجفان وعلاماته علامة الخلط المنصب حينئذ فإذا صلب وسالت الرطوبة فعسر جدا وربما زال في الأطفال من يومه [شقيقة العين] من أمراض الشبكية وهو ناخس شديد من غير ظهور شئ وغائلتها عظيمة تفضى إلى الماء وغيره وعلاجها ما مر في الشقيقة ويختص بها هنا صب ألما ميثا ولصق الجفن [الودقة] قطعة بيضاء تشبه الشحمة تظهر في الملتحمة وقد تشتبه ببعض قروح القرنية يعنى الموسرج والفرق اللون الأبيض هنا في المحل ولا فرق في العلاج لزوال كل بالنوم على الظهر والترفيد (العلاج) الفصد إن عظمت والاستفراغ وإلا كفى الأحمر اللين فان فاحت فالأبيض ثم الآبار.
* (تتمة) * قد يعرض للعين ضعف عن مقاومة الأشعة ونقص الضوء (وأسباب ذلك) طول مقام في نحو المطامير فتغلظ الرطوبة (وعلاجها) التلطيف أو خروج إلى النور دفعة فتتسع ويتبدد الضوء وعلاج هذا ما مر في الانتشار وأن تبرقع العين بما يشبه لون السماء، ومما يعرض لها ضعف يكون عن كثرة النظر في نحو الخطوط الدقيقة النقش بنحو أقلام الشعر وعمل التصاوير ويسمى الكلال.
(وعلاجه) تقوية الدماغ والاكتحال بنحو الباسليقون والروشنايا والعنبر في الصيف والنظر في السبج وإمرار الذهب فيها كل وقت والاكتحال بالتوتيا والأثمد وقد سقيا ماء المرز نجوش سبعا ويقطر بلبن الأتن والنساء كل قليل وكذلك العنزروت وأن تفتح العين في الماء البارد وتعاهد بالتنظيف