تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٤٦
والظهر. وأما الحقن فالعمدة فيها على مرق الكوارع والرؤوس والدجاج مفوهة بما ذكر ويشرب حب الشونيز ودهنه يرى منه العجب خصوصا مع الزيت والعسل. وفى الخواص أن قلب الهدهد ودماغ العصفور والديك إذا أكل منها هيجت تهييجا قويا وكذا الجرجير مع مثله نارجيل ونصفه عاقر قرحا إذا عجنت بالعسل واستعملت صباحا ومساء، ومما شاع في هذا الباب عمل اللبانات وأشهرها اللبانة الطولونية. وصنعتها: أوقية ونصف قشر بلادر تقرص كالسمسم عشرون كندر تسحق ويغمران معا بدهن البطم على نار لينة حتى يصير كالعلك فيضاف إلى كل عشرة منه دانق سقمونيا ويرفع إلى وقت الحاجة فيجعل في الفم منها درهم ويمضغ فلا ينزل حتى يلقيه. ومتى حل الكندر والمصطكي وقليل الصبر على النار في إناء وذلك الاناء في الماء ثم استعمل كان عجيبا. وفى الخواص أن من نقش على المرجان في شرف المريخ قردا قائم الإحليل ممسوكا باليد الشمال رأى منه عجبا واشتهر هذا على الكهربا فجربناه فلم يصح وأما ما شاع في تعظيم الآلة فلم يصح منه شئ إلا ما فيه ذكر الحمار بأن يطبخ مع القمح ويعلف به الدجاج ويؤكل أو يهرى في الزيت ويشرب ويمرخ وكذا العلق ولصق الزفت والشمع ممزوجين بدم الأخوين والبورق والأنزورت وتجب الراحة على مكثرى الجماع والنوم والحمام [قئ] تقدم سببه والعلاج لمن يعرض له، والكلام فيه هنا على طالب الاستفراغ وكيفية العمل به إما على الوجوب أو الاختيار فنقول: أما زمانه لغير ضرورة فالصيف أصالة وما قبله وما بعده عوضا لاضده مطلقا على الأصح إلا لاشتدادها وانحصارها فيه وأما من يستعمله فواسع الصدر والعنق سليم المجارى من المعدة أن الحلق غير سمين ولا حبلى وما ما يستعمل له من الأمراض فسائر أمراض العصب كالفالج والخدر وما احترق كالجدام والماليخوليا والصرع ووقته انتصاف النهار بعد أطعمة مختلفة غير محكمة المضغ لتدفعها المدة ولا شرط على من اعتاد قيئه لقضائها بالمطلوب هنا وعلى الريق خطر مالم يغلب الامتلاء وفى الحمام مالم يكن يوما شاتيا ويجب عنده الحركة والرياضة وشد البطن برفق والرأس بعد وضع قطن بخل على العين ودهن الأسنان بنحو دهن الورد وأجوده للصفراوي بالسكنجبين والسوداوي بالشيرج والبلغمي بالفجل والشبت والبورق وذي الريح بالزيت والحمى بالبطيخ والكلى بالسمك المملوح كل ذلك مع الماء المغلى وأولاه العسل ومن عسر عليه مزجه بما يسهله كحب البان وقثاء الحمار وأصول البطيخ والزيت والعسل أجود ما يسقى عند شدة المغص وعسر الخروج فإنه يحلل ما يجده إن لم يكن بالقئ فبالاسهال خصوصا في التخم وأخذ ما يقئ بقوة خطر كالخربق وقد كثر استعمال أصل السوس في ذلك حتى عم الأقطار ولا بأس به لجمعه الغثيان والحلاوة وتحليله البلغم لكن لا يجوز لصفراوي لعدم سلاطته عليها وقدر استعماله يومان متواليان في كل شهر بلا نظم دوري ولا تحر لوقت ليخرج الثاني ما بقى من الأول فقد ضمن أبقراط في هذه الكيفية كمال الصحة والخصب وجودة البدن وقوة الشهوة والنجاة من الصرع والجذام وضيق النفس وما زاد ردئ ومتى نشط ونبه الشهوة وعدل النبض وجفف فصحيح وإلا ففاسد ويجب بعده غسل الوجه والأطراف بالماء البارد والخل والحمام على عجلة والتغميز بالادهان المرطبة وأخذ التفاح والمصطكي والامساك عن الاكل نحو ثلاث ساعات فان أعقب لذا فالامراق الدهنة أو تمددا فماء الانيسون والعسل والتضميد بالسذاب أو فواقا فالماء الحار أو غثيانا فاللبن بالخمر أو إفراطا حتى قاء الدم فعصارة البقلة الحمقاء بالطين الأرمني وربط الأطراف والتنويم والدلك بالقوابض العطرة.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197