والظهر. وأما الحقن فالعمدة فيها على مرق الكوارع والرؤوس والدجاج مفوهة بما ذكر ويشرب حب الشونيز ودهنه يرى منه العجب خصوصا مع الزيت والعسل. وفى الخواص أن قلب الهدهد ودماغ العصفور والديك إذا أكل منها هيجت تهييجا قويا وكذا الجرجير مع مثله نارجيل ونصفه عاقر قرحا إذا عجنت بالعسل واستعملت صباحا ومساء، ومما شاع في هذا الباب عمل اللبانات وأشهرها اللبانة الطولونية. وصنعتها: أوقية ونصف قشر بلادر تقرص كالسمسم عشرون كندر تسحق ويغمران معا بدهن البطم على نار لينة حتى يصير كالعلك فيضاف إلى كل عشرة منه دانق سقمونيا ويرفع إلى وقت الحاجة فيجعل في الفم منها درهم ويمضغ فلا ينزل حتى يلقيه. ومتى حل الكندر والمصطكي وقليل الصبر على النار في إناء وذلك الاناء في الماء ثم استعمل كان عجيبا. وفى الخواص أن من نقش على المرجان في شرف المريخ قردا قائم الإحليل ممسوكا باليد الشمال رأى منه عجبا واشتهر هذا على الكهربا فجربناه فلم يصح وأما ما شاع في تعظيم الآلة فلم يصح منه شئ إلا ما فيه ذكر الحمار بأن يطبخ مع القمح ويعلف به الدجاج ويؤكل أو يهرى في الزيت ويشرب ويمرخ وكذا العلق ولصق الزفت والشمع ممزوجين بدم الأخوين والبورق والأنزورت وتجب الراحة على مكثرى الجماع والنوم والحمام [قئ] تقدم سببه والعلاج لمن يعرض له، والكلام فيه هنا على طالب الاستفراغ وكيفية العمل به إما على الوجوب أو الاختيار فنقول: أما زمانه لغير ضرورة فالصيف أصالة وما قبله وما بعده عوضا لاضده مطلقا على الأصح إلا لاشتدادها وانحصارها فيه وأما من يستعمله فواسع الصدر والعنق سليم المجارى من المعدة أن الحلق غير سمين ولا حبلى وما ما يستعمل له من الأمراض فسائر أمراض العصب كالفالج والخدر وما احترق كالجدام والماليخوليا والصرع ووقته انتصاف النهار بعد أطعمة مختلفة غير محكمة المضغ لتدفعها المدة ولا شرط على من اعتاد قيئه لقضائها بالمطلوب هنا وعلى الريق خطر مالم يغلب الامتلاء وفى الحمام مالم يكن يوما شاتيا ويجب عنده الحركة والرياضة وشد البطن برفق والرأس بعد وضع قطن بخل على العين ودهن الأسنان بنحو دهن الورد وأجوده للصفراوي بالسكنجبين والسوداوي بالشيرج والبلغمي بالفجل والشبت والبورق وذي الريح بالزيت والحمى بالبطيخ والكلى بالسمك المملوح كل ذلك مع الماء المغلى وأولاه العسل ومن عسر عليه مزجه بما يسهله كحب البان وقثاء الحمار وأصول البطيخ والزيت والعسل أجود ما يسقى عند شدة المغص وعسر الخروج فإنه يحلل ما يجده إن لم يكن بالقئ فبالاسهال خصوصا في التخم وأخذ ما يقئ بقوة خطر كالخربق وقد كثر استعمال أصل السوس في ذلك حتى عم الأقطار ولا بأس به لجمعه الغثيان والحلاوة وتحليله البلغم لكن لا يجوز لصفراوي لعدم سلاطته عليها وقدر استعماله يومان متواليان في كل شهر بلا نظم دوري ولا تحر لوقت ليخرج الثاني ما بقى من الأول فقد ضمن أبقراط في هذه الكيفية كمال الصحة والخصب وجودة البدن وقوة الشهوة والنجاة من الصرع والجذام وضيق النفس وما زاد ردئ ومتى نشط ونبه الشهوة وعدل النبض وجفف فصحيح وإلا ففاسد ويجب بعده غسل الوجه والأطراف بالماء البارد والخل والحمام على عجلة والتغميز بالادهان المرطبة وأخذ التفاح والمصطكي والامساك عن الاكل نحو ثلاث ساعات فان أعقب لذا فالامراق الدهنة أو تمددا فماء الانيسون والعسل والتضميد بالسذاب أو فواقا فالماء الحار أو غثيانا فاللبن بالخمر أو إفراطا حتى قاء الدم فعصارة البقلة الحمقاء بالطين الأرمني وربط الأطراف والتنويم والدلك بالقوابض العطرة.
(١٤٦)