تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٣٠
خصوصا الطافي أبيض متناسب الاجزاء لدلالة ذلك على تمام النضج مستديرا أملس لاحكام الطبيعة له طيب الرائحة لعدم العفونة وأن يوجد في الزمن الرابع، لأنه يدل على انتباه الطبيعة وأن يكون مناسبا لما اغتذى به لتعلم به سلامة الأعضاء الأصلية وما عداه ردئ في الغاية إن خالف ما ذكروا وإلا فبحسبه.
* (فروع: الأول) * قد علمت أن الرسوب الطافي غير جيد مع أن أبقراط يقول إذا طفا الأسود على الصحة ودونه إن تعلق ولا خير في السافل فإن كان هذا تخصيصا من تعميم فلا بد من النص عليه كما نبه عليه الفاضل أبو الفرج وإلا لزم المناقضة والنظر في الاصواب (الثاني) وقع الاجماع منهم على أن الشفاف خير كله لدلالته على اللطافة وعندي فيه نظر لانهم أجمعوا على أن الشفافية من اللطف والكدورة من ضده فالكدورة وكل كثيف حابس للريح فيكون المتعلق كثيفا مع أنه يجب أن يكون ألطف خصوصا الطافي وأيضا اللطيف لا يكون إلا لمخالطة الأرواح فيكون أخف فيجب أن لا يرسب وأن يكون دالا على عجز الطبيعة حتى حللت الأرواح وكلامهم يخالفه وهى شكوك فلسفية ليس لهم عنها جواب (الثالث) أطلقوا القول في الرسوب زمنا وغيره مع أن لنا زمنا وسنا ومرضا وغذاء قد لا يتأتى فيها رسوب أصلا كالصيف والشباب وحمى الغب وكثير الصوم وتناول نحو السكر لفرط الحرارة المحللة في ذلك فكيف ينظر وعكس المذكورات لا ينفك عن الرسوب أصلا فكيف يحكم بأنه إن عم زمن المرض أو أوله كان رديئا وإلا جيدا والحق الذي يظهر أنه لابد من مراعاة ذلك (الرابع) أن الرسوب المحمود قد وصف بالبياض والاستدارة والشفافية وذلك مما يشترك فيه البلغم الخام والمرة والفرق أن الراسب متى اشتدت لزوجته فلم يتحرك بحركة الماء سريعا، فإن كان محمرا مختلف الاجزاء فهو خام ومتى احترق عند نزوله وكان نتنا وسبقه دم أو ورم وانفصل بالتحريك سريعا وأبطأ في عوده فهو مرة وكيف كان فلا بد وأن يكون الماء مع الرسوب المحمود إلى النار نجية بخلافه معهما.
* (فائدة) * إذا وجد الرسوب مرة وعدم أخرى فان دلت باقي العلامات على تنبيه الطبيعة ففي العروق أخلاط نضيجة وفجة ولابد من طول المرض وإلا فالطبيعة تتنبه مرة وتعجز أخرى. واعلم أنهم كثيرا ما يطلبون الكلام على لون الرسوب ولا طائل فيه لأنه كالسابق في دلالة الأصفر على الحر والكمد على البرد نعم الأحمر من الرسوب يدل على طول المرض وغلبة السلامة هذا كله حيث كان الرسوب من جواهر الاخلاط أما متى كان من جواهر الأعضاء فالامر فيه مشكل والأصل فيه الرداءة لعدم قدره الطبيعة على توليد الغذاء أو حماية الأعضاء، ثم هذا المتحلل مختلف، فان تحلل الشحم أسهل من تحلل القشر مثلا ويسمى تحليل الشحم عندهم ذوبانا ويكون زيتوني اللون في المبدأ والقوام في الوسط والكل في النهاية، ويعرف الأول بالاشراق والصفرة ومخالفة الرقيق الغليظ في اختصاص الصبغ في الأول بالرقيق ومتى صبغ في القوام فمصبوغ في اللون دون العكس هذا حاصل كلام كثير أطال فيه الملطي وغيره، ثم إن انفصل عن البول وكثر مقداره وخرج متسلسلا مع حرقة فمن الكلى للقرب وكثرة الشحم هناك وإلا فمن باقي الأعضاء كذا قالوه وعندي أنه ليس بشئ لجواز ما ذكر في غير الكلى، والحق أن الذوبان إن كان إلى البياض والحمرة فمن الكلى أو إلى الخضرة فمن قرب المثانة وكلا المحلين تلزمه الحرقة فان خلص إلى البياض فما يلي المعدة أو إلى السواد فمن الطحال أو كانت له رائحة فمن جداول الأمعاء وهذا التفصيل آت في باقي الأنواع. واعلم أن
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197