ليخرج الكثيف وإيقاعه في اعتدال الأوقات لا يوم بحران وإفراط حر وعكسه ومرض وحبل وطمث فان غشى أولا فلحدة الخلط ويتدارك بالقئ وتقديمه يمنعه أو آخرا فقد انتهى ويجوز إيقاعه دفعات إن خيف من استقصائه في الواحدة العجز، وأجود هيئات الفاصد الاستلقاء فإنه أحفظ للقوى وخروج غير الواجب (وأما أحكامه في الحميات) فيجب فيه تأمل ما سبق من نبض وقارورة وغيرهما فان ثبت غلبة الدم وجب وإلا ترك وليكن وقت الراحة وفترات النوب وخلو المعدة واحذره يوم النافض واشتداد الحمى ورقة البول وانخراط الشحم وأن يخرج غير أسود فإنه خطأ وربما أهلك وكذا حال تهيج الوجع والبرد والامتلاء بالمواد أو السدد أو الطعام بل يتقدم بالتنقية ولا بعد حمام وجماع وسقوط قوة وفرط اصفرار ولا قبل الرابعة عشر ولا بعد الستين نعم يجوز في الشيخوخة إذا غلبت علامات الدم ولا يوم تخمة إذ قل من ينجو حينئذ ويعاجل بالفصد مالم تغلب الموانع فيؤخر ولا عبرة بقولهم ولا فصد بعد الرابع لجوازه حيث دعت إليه الحاجة مالم ينهك المرض القوى ولا بعد بحران مزمنة ولا بأس قبله بأخذ الربوب الحامضة والسكنجبين وكذا بعده كسر اللحدة وحفظا للقوى وما دام الدم رديئا يخرج مالم تضعف القوى فيحبس حتى تنتعش ثم يعادلان. الشيخ يقول إن تكثير إعداد الفصد خير من تكثير مقداره خصوصا إذا كان المقصود به قطع دم نزاف أو رعاف ويجب على من أراد تثنية الفصد في اليوم توريب القطع في الأولى وفى الأيام المتعددة قطعه طويلا لأنه سهل للفتح والالتحام ووضع خرق بزيت عليه لئلا يلحم ومسحه به إن خيف انسداده قبل الغرض وكذا الملح ودهن المبضع يذهب الألم والاستحمام قبله عسر وبعده إن طال وكذا النوم بل يستلقى للراحة ويتلاقى ورم العضو بفصد مقابله والادهان الملينة كالبنفسج [قاعدة] العروق المقصودة بالذات هي الأوردة وإنما يفصد الشريان في مخصوص لمخصوص كشريان جاور عضوا ضعيفا بسبب دم رقيق أفرط حره وهى زهاء من ثلاثين عرقا: ستة في اليدين أعلاها القيفال ويفصد لما خص الرأس والرقبة وتحته الأكحل المعروف الآن بالمشترك لما يعم البدن وتحته الباسليق لسوى الرأس ودونه شعبة تسمى الإبطي والباسليق الثاني وحكمهما واحد والواجب في فصد هذه الأربعة فوق المأبض لئلا يحتبس الدم بحركة الفصد أو تتعدى الآفة إلى العصب، والناس الآن على خلاف ذلك ومن ثم تقل فائدة الفصد للقوى ويرتفع في القيفال عن العضلة ويعلق الأكحل حذرا من الشريان تحته ويحتاط في الباسليق فقد صرح الشيخ بأنه قد يكتنفه شريانات على ما تحته حتى قال الأصوب الاكتفاء بالابطى عنه ومتى تفتح في الربط كالعدس ولم يزل بالخل فشريان وكذا إن خرج دم أشقر فيحبس فورا. وتحته الأسيلم ويفصد طولا ويترك في نحو الحكة حتى ينحبس بنفسه (والسادس) حبل الذراع يفصد مثله لجميع البدن والشمال من هذه أوفق بالطحال والقلب واليمين بالكبد ونحو الحكة وتأريب حبل الذراع أفضل وإصابة العصب والعضل توجب الخدر والشريان الموت. وفى الرجل أربعة أحدها النساء يشد من الورك بعد استحمام ويفصد فوق الكعب فيه وفى الدوال والمفاصل والنقرس طولا (وثانيهما) الصافن عن يسار الكعب يفصد توريبا لادرار الطمث وضعف الكبد والطحال وما تحتهما (وثالثهما) المأبض عند الركبة يفصد كالصافن وهو أشد في إدرار الدم والبواسير وأمراض المقعدة (ورابعها) عرق خلف العرقوب ينوب عن المأبض وعروق الرجل أولى عند غلظ المواد وكثرة السوداء (وفى الرأس نحو سبعة عشر) تفصد وربا ما خلا الوداج فطولا (أحدها عرق الجبهة) وهو المنتصب في الوسط يفصد للصداع وضعف الدماغ (وثانيها
(١٣٤)