تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٣٤
ليخرج الكثيف وإيقاعه في اعتدال الأوقات لا يوم بحران وإفراط حر وعكسه ومرض وحبل وطمث فان غشى أولا فلحدة الخلط ويتدارك بالقئ وتقديمه يمنعه أو آخرا فقد انتهى ويجوز إيقاعه دفعات إن خيف من استقصائه في الواحدة العجز، وأجود هيئات الفاصد الاستلقاء فإنه أحفظ للقوى وخروج غير الواجب (وأما أحكامه في الحميات) فيجب فيه تأمل ما سبق من نبض وقارورة وغيرهما فان ثبت غلبة الدم وجب وإلا ترك وليكن وقت الراحة وفترات النوب وخلو المعدة واحذره يوم النافض واشتداد الحمى ورقة البول وانخراط الشحم وأن يخرج غير أسود فإنه خطأ وربما أهلك وكذا حال تهيج الوجع والبرد والامتلاء بالمواد أو السدد أو الطعام بل يتقدم بالتنقية ولا بعد حمام وجماع وسقوط قوة وفرط اصفرار ولا قبل الرابعة عشر ولا بعد الستين نعم يجوز في الشيخوخة إذا غلبت علامات الدم ولا يوم تخمة إذ قل من ينجو حينئذ ويعاجل بالفصد مالم تغلب الموانع فيؤخر ولا عبرة بقولهم ولا فصد بعد الرابع لجوازه حيث دعت إليه الحاجة مالم ينهك المرض القوى ولا بعد بحران مزمنة ولا بأس قبله بأخذ الربوب الحامضة والسكنجبين وكذا بعده كسر اللحدة وحفظا للقوى وما دام الدم رديئا يخرج مالم تضعف القوى فيحبس حتى تنتعش ثم يعادلان. الشيخ يقول إن تكثير إعداد الفصد خير من تكثير مقداره خصوصا إذا كان المقصود به قطع دم نزاف أو رعاف ويجب على من أراد تثنية الفصد في اليوم توريب القطع في الأولى وفى الأيام المتعددة قطعه طويلا لأنه سهل للفتح والالتحام ووضع خرق بزيت عليه لئلا يلحم ومسحه به إن خيف انسداده قبل الغرض وكذا الملح ودهن المبضع يذهب الألم والاستحمام قبله عسر وبعده إن طال وكذا النوم بل يستلقى للراحة ويتلاقى ورم العضو بفصد مقابله والادهان الملينة كالبنفسج [قاعدة] العروق المقصودة بالذات هي الأوردة وإنما يفصد الشريان في مخصوص لمخصوص كشريان جاور عضوا ضعيفا بسبب دم رقيق أفرط حره وهى زهاء من ثلاثين عرقا: ستة في اليدين أعلاها القيفال ويفصد لما خص الرأس والرقبة وتحته الأكحل المعروف الآن بالمشترك لما يعم البدن وتحته الباسليق لسوى الرأس ودونه شعبة تسمى الإبطي والباسليق الثاني وحكمهما واحد والواجب في فصد هذه الأربعة فوق المأبض لئلا يحتبس الدم بحركة الفصد أو تتعدى الآفة إلى العصب، والناس الآن على خلاف ذلك ومن ثم تقل فائدة الفصد للقوى ويرتفع في القيفال عن العضلة ويعلق الأكحل حذرا من الشريان تحته ويحتاط في الباسليق فقد صرح الشيخ بأنه قد يكتنفه شريانات على ما تحته حتى قال الأصوب الاكتفاء بالابطى عنه ومتى تفتح في الربط كالعدس ولم يزل بالخل فشريان وكذا إن خرج دم أشقر فيحبس فورا. وتحته الأسيلم ويفصد طولا ويترك في نحو الحكة حتى ينحبس بنفسه (والسادس) حبل الذراع يفصد مثله لجميع البدن والشمال من هذه أوفق بالطحال والقلب واليمين بالكبد ونحو الحكة وتأريب حبل الذراع أفضل وإصابة العصب والعضل توجب الخدر والشريان الموت. وفى الرجل أربعة أحدها النساء يشد من الورك بعد استحمام ويفصد فوق الكعب فيه وفى الدوال والمفاصل والنقرس طولا (وثانيهما) الصافن عن يسار الكعب يفصد توريبا لادرار الطمث وضعف الكبد والطحال وما تحتهما (وثالثهما) المأبض عند الركبة يفصد كالصافن وهو أشد في إدرار الدم والبواسير وأمراض المقعدة (ورابعها) عرق خلف العرقوب ينوب عن المأبض وعروق الرجل أولى عند غلظ المواد وكثرة السوداء (وفى الرأس نحو سبعة عشر) تفصد وربا ما خلا الوداج فطولا (أحدها عرق الجبهة) وهو المنتصب في الوسط يفصد للصداع وضعف الدماغ (وثانيها
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197