تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٣١
من القواعد في هذا التحلل أن الحمى لا تفارق تحلل الأعضاء العليا بخلاف الكلى فمادونها ووجع القطن لا يفارق الكلى وحكة العانة والحرقة فيهما والمثانة. قال الفاضل الملطي وأن يكون المتحلل من فوق الكلى أدكن اللون وهذا ليس بظاهر لأنه إن كان من لحمية فلا بد من حمرة أو منوية فلا بد من بياضه وإن صبغه البول فلم يحرقه، وسموا ما يتحلل من سوى الشحم كرسنيا إن استدار وتفتت ويدل على فرط الحرارة، وصفائحيا إن خرج قطعا رقاقا وهو أردأمن الأول ونخاليا ما تحلله الغريبة من سطوح متباعدة فلذلك هو أشد رداءة وخراطيا ما تحلله الغريزية ويسمى قشريا ودشيشيا وهو أصلب أجزاء من النخالى ويقع في الدق، ومتى كان في خصاب الأبدان فلا بد من الموت لدلالته على قهر الطبيعة حتى بلغ التحلل أصل الأعضاء ورمليا وربما يدل على انعقاد الحصى في نواحي الكلى إذا كان أحمر وإلا دونها وخمريا يدل على نحو القولنج والرياح المحتبسة (وخامسها) جنس الزبد وأكثر أحكامه تعلم من الرسوب، وحاصل الدلالة فيه راجعة إما إلى اللون ويدل غير الأبيض منه على اليرقان وهو على نحو البرص أو إلى الكثرة والقلة ويدل كثيره لعسر الافتراق على الرياح واللزوجة والمتشتت على البلغم والاحتراق (وسادسها) جنس الصفاء والكدورة ويدل الصفاء على اللطف وقصر المدة وبالعكس (وسابعها) جنس الرائحة ويدل عدمها على استيلاء البرد وحمضها على الغريبة والعفونة وحلاوتها على فرط الدموية والحدة وأسقط المتأخرون جنس الذوق واللمس للاستقذار والاكتفاء بغيرهما.
* (تتمة) * في أحكام البراز وهو الفضلة الغليظة الكائنة عن الهضم الأول. والقول في دلالته ذاتا وعرضا ما مر في البول وأجوده ما اعتدل كما وكيفا وتناسبت أجزاؤه لدلالة ذلك على استحكام النضج وصحة الآلات، زاد أبقراط وكان مناسبا لما ورد على البدن قال الفاضل أبو الفرج وكان خروجه زمن المرض كخروجه زمن الصحة وكان مرتين في النهار وواحدة في السحر وهذا كلام غير ناهض ولا صالح في التعريف. أما كلام أبقراط فمنقوض بما يلزم من خلو البدن عن الانتفاع بالغذاء فان الخارج إذا كان كالداخل فمن أين قوام البدن وإنما يعتبر الغذاء بحسب ما يكون منه فيصبح كلامه في نحو الباقلا تقديرا ويبطل في نحو الفراريج قطعا، وأما كلام هذا الفاضل فمنقوض إلى الغاية باختلاف الأمزجة والأغذية وقياس المريض على الصحيح فاسد لقلة تناوله، وأما عدد القيام فأعدل الناس فيه ما قام مرة في الدورة ولزمت وقتا معينا ثم البراز إن زاد على ما ينبغي أنذر بتحليل وضعف في الماسكة واندفاع فضول وعكسه ينذر بالقولنج وضعف الدافعة واستيلاء احتراق واحتباس فضولي ثم دلالته من حيث اللون والقوام ما سبق في البول بعينه من أن أصلحه النارنجي المعتدل القوام وأن الأحمر يدل على الامتلاء وطول المرض والأسود أول المرض على الهلاك لما علم من أن شأن المرة السوداء تتخلف آخرا فسبقها دليل عجز مفرط وأن المعتدل خير من الرقيق والغليظ.
* (تنبيه) * قد عرفت أن دلالة البول والبراز على حال البدن إنما هي بتوسط مرورها على أجزائه فكلما كان كذلك كان دالا ولا شك أن لنا فضلات أخر وهى [العرق] فإنه من بقايا المائية النافذة إلى الأقاصي للتغذية فلا يبلغ الرجوع فيتحلل من المسام تحللا محسوسا فإن كان بلا سبب ووقع في مدة النوم فلعجز الطبيعة على الغذاء لضعف الآلات أو لكثرة ما أخذ منه، ومتى عم فالفضلات عامة وإلا ففي العضو الذي يعرق وأجوده المعتدل لونا وطعما وريحا كالواقع بسبب
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197