تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
كحركة أو يوم بحران وغيره ردئ يدل أصفره على استيلاء الصفراء كمرة ومالحه وغليظه على تكاثف الفضلات وبارده على البرد وحاره على العفونة وحامضه على السوداء والبلغم العفن كذلك.
[والبخار] وهو كالعرق إلا أنه أخف تحليلا وأرق فضلة والمصعد له فوق مصعد العرق من الحرارة ودلالتهما واحدة لكن البخار في صحيح المزاج لا يكاد يحس وفى غيره إن زادت الحرارة خرج من الرأس أو قصرت وتشبثت بالعفن والغريبة مال إلى جهة الفم والآباط في الدمويين ونحو العانة في البلغميين والرجلين في السوداويين وحيث خبثت رائحته أو صار له جرم في منابت الشعر دل على غلظ الخلط واحتراقه وعفونته [والنفث] هو ما دفعته الطبيعة إلى جهة الفم ويدل رقيقه على شدة الحرارة والأصفر منه على استيلاء الصفراء والأسود على الاحتراق والمنتن على القروح ووقوعه مع سلامة الصدر غلبة في الاخلاط ومع الدم فساد في الصدر وما يليه ومع الحمى سل إلى غير ذلك [واللبن] وتدل قلته على قلة الغذاء حيث لا حرارة وإلا فعلى الاحتراق وغلظه مع البياض على البلغم والكمد على السوداء أو العكس [ودم الحيض] كذلك لا تحاد المادة بالفاعل وتقدم الكلام على علاجه [فراسة] الفراسة علم بأمور بدنية ظاهرة تدل على ما خفى من السجايا والأخلاق وأول من استخرجه فليمون الرومي الطرسوسي في عهد المعلم فقبله وأجازه ثم توسع الناس فيه حتى استأنس المسلمون له بقوله عز وجل (وإن في ذلك لآيات للمتوسمين) أي للمتأملين في تراكيب البنية وتناسب أجزائها وارتباطها بالأصول. وعلامات هذه الصناعة إما فعلية كسرعة الحركة على الحرارة أو بدنية كامتلاء الأعضاء عليها وكبر الدماغ على العقل، وكلها إما دالة على حسن الخلق كالساع الجبهة أو عكسه كغلظ الانف والشفة أو الخلق كتناسب الأعضاء على اعتدل المزاج، أو على الافعال النفسية كسعة دائرة الكف على السخاء أو الحيوانية كغلظ الشفة العليا على الغضب، أو الطبيعية كرقة الشعر على السدة. فهذه أصول هذا الفن وهى مأخوذة من أصلين التجربة على طول الزمان فإنهم حين تأملوا غالب الاشخاص وما يصدر عنها عدوا ما استمر مطابقا أصلا يرجع إليه.
وأصلها الثاني القياس على الحيوانات العجم فان صاحب الصناعة صرح بأنه إنما حكم على واسع الصدر غليظ المنكبين بالشجاعة قياسا على الأسد فإنه كذلك ولم يجعل هذه العلامات دليلا على الكرم مع أن الأسد كريم لاتصاف النمر بها وهو شحيح شجيع وهكذا باقي الاحكام فلا بد من النظر في تركيب العلامات ولزومها ومشاركتها فلذلك قال الطرسوسي وعلمي هذا حرام على الأغبياء لا حتياجه إلى صحة الفكر والحذاقة. ثم الكلام في ذلك بحسب أجزاء البدن المدركة فلنتكلم عليها فنقول: الشعر خشونته شجاعة ويبس والعكس عكسه وكثرته على العنق والكتفين حمق والصدر بلادة والبطن شبق ونكاح والصلب قوة وشجاعة وكذا انسباله، وفى الحاجبين غم وحزن فان امتد إلى الصدغين فنباهة وفضل وفى اللحية نقص في العقل وخفة وفى الرأس حرارة وسوء خلق وفى العانة ذكاء وفطنة وصفاء وعلى الساقين عقل وشجاعة وخفته عكس ما ذكر (وأما السحنة) فكبر الرأس تدبير وعقل وشجاعة ونتوء الجبهة فهم وعلم وضيقها غضب وغلظ جلدها وقاحة وبلادة وصغرها واستدارتها جهل وتساويها شر وخصومة وكذا دقة الانف وطوله طيش وخفة وفطسه شبق وغلظه بلادة كالشفة وسعة الفم شجاعة وتفريق الأسنان ضعف وطولها فهم وقلة صبغ اللون مرض وبروز الجبهة والعين كسل وغور العين خبث واسودادها جبن وميلها إلى أعين الحمير جهل وبلادة وتأنثها شبق وفرط جمودها مكروجبن وحركتها خداع وغدر وصلف وعظمها مع الحركة كسل ومحبة النساء وصغرها مع الحركة والزرقة شبق ووقاحة ومكر وغدر
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197