تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٢٩
والأول إن ضرب إلى الصفرة والحمرة وتمزق ثقله وقويت رائحته دل على فرط الاحتراق، وبعكس هذه الشروط على شدة البرد، ومتى وقع بعد تعب أنذر بالتشنج وهو في الحميات ردئ مطلقا لكن الأول قتال خصوصا القليل الخلط، وفى آخرها إن أعقب خروجه الراحة آل إلى الصحة وإلا العكس ولا رجاء في الأسود لغير الشباب، وقد يدل على صلاح الطحال وخفة الأمراض السوداوية إذا وقع في البحارين وساعدته العلامات الصحيحة [أو أصفر] وأعلى أنواعه الكراثي ويدل على الاحتراق وحمى العفن والالتهاب فالزنجاري وهو أشد احتراقا وأدل على فرط الحرارة لكنه قد انحل بالاحتراق إلى جهة البرد فالتبني ويدل على ضعف الكلى وانحلال الحرارة فالاصهب وما فيه دخان أو كالسحاب يدل على الصداع وطول المرض [أو أخضر] ويدل على احتراق الباردين واستيلاء العفونة على الكبد والعروق وذهاب الرطوبات [وثانيها] 7 القوام. وجملة القول عليه أن رقيقه يدل على عدم النضج وغليظه بالعكس والمعتدل على التوسط في ذلك لأن الماء إذا ورد على الغذاء فان مازجه اكتسب غلظا وإلا خرج بحاله، وعلى هذا فالرقيق يدل إما على التخمة لان الغذاء لم ينضج ويعرف هذا باختلاف أجزاء الماء أو على السدة لحبس الغليظ بها ويعرف بالثقل وقلة الثقل أو على انصراف الصابغ وما يوجب التغليظ في غير مسالك البول وهذا منذر بالخراج وطول المرض وقد يرق لكثرة شرب الماء.
[قاعدة] البول الرقيق إن خرج ودام على رقته فالطبيعة عاجزة فان ثخن بعد خروجه فقد انتبهت للفعل والغليظ بالعكس.
* (فروع: الأول) * قد يدل الغليظ على انفجار المواد وتفتيح السدد واندفاع الاخلاط، فان أعقب الراحة والانتعاش وجودة الذهن فجيد وإلا فلا (الثاني) إذا كان المتحلل في البول هو الخلط الممرض دل على قوة الطبيعة وغلبة السلامة، ومتى جمد بعد خروجه لكثرة دسومته دل على ذوبان الشحوم وفرط البرد (الثالث) قد يكون الغليظ لحسن النضج وتمامه وذلك إذا تناسبت أجزاؤه أما إذا اختلفت فلا يسمى غليظا بل خاثرا ويدل هذا على ارتفاع الأبخرة وفساد الرأس والصداع.
(الرابع) الأصل في بول الأطفال مشابهة اللبن والصبيان والغلظ والشبان النارية والاعتدال والكهول الرقة والبياض اليسير والشيوخ الكثير فما خالف هذه فله حكمه من رداءة الوزن وجودته في النبض (الخامس) أن بول النساء بالنسبة للذكور أبيض وأغلظ لسعة المجرى وضعف الهضم وإذا حرك لم يتكدر (السادس) أن بول الحبالى لابد وأن يكون صافيا لا نضمام الرحم وأن يعلوه كالضباب وما يشبه ماء الحمص وأن يكون في وسطه كالقطن المنفوش وحب كالخمير الممروس يطفو ويرسب قالوا ومتى خرج البول غليظا ثم رق دل على انتباه الطبيعة وإن دام على غلظه فهي عاجزة وهذا يناقض ما مر من تناسب الاجزاء وعدمه مطلقا فافهمه وما تركب من القوام واللون فبحسبه بسيطا (السابع) جنس القلة والكثرة فالقليل يكون لقلة شرب الماء ويعرف بالغلظ والدخانية أو لفرط الحرارة ويظهر بالاحتراق والنارية أو لا ستحكام السدد ويعلم بافراط الرقة (الثامن) جنس الرسوب وهو في الحقيقة ما نزل أسفل الاناء وقد يطلق هنا على جزء متميز بصفة ما من كدورة وارتفاع ومخالفة في لون أو جوهر طبيعي كجزء من الغذاء أو مخالف كرمل وكل منهما قد يكون مجتمع الاجزاء كثيرا أبيض مستوعبا لمدة المرض سريع الانفصال بنحو تحريك متشكلا بما هو فيه ومن ثم قال أبقراط أحب أن تكون القارورة على شكل المثانة ليظهر فيها التشكل أو تكون عكس ذلك في البعض أو مطلقا وقد وقع الاجماع على أن أجود الرسوب ما نزل لخلوه عن الريح لدلالة التعلق على احتباس الرياح
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197