نعم قد تكون مع نافض في القضيب والكثير الأبخرة ومتى عرضت عن برد واستحصاف وتسمى السدية لم تدرك حرارتها باللمس. وأما علاماتها التفصيلية فتقدم أسبابها المذكورة وشهوق أولى النبض في النفسية لاختصاصها بالدماغ وشهوق الثانية في الحيوانية وهكذا والذي أراه أن هذه الحمى وإن لم تتشبث بالاخلاط لها دخل في المزاج فليس تأثر الصفراوي بنحو الشمس كبلغمى بها وكذا باقي الطوارئ فلقد شاهدت صفراويا مهزولا حم أثر شرب حمى روح أشبهث الخلطية لولا عدم التواتر واللهيب وقلة السرعة ولولا إلزامه بأغذية مرطوبة وكف عن مولد للدم لا انتقلت فلابد من ملاحظة هذه النسب، ثم ههنا نكتة هي أنه قد وقع في الفروق أن حمى الروح قد تشتبه بالورمية لولا تقدم الورم كذا قاله في الكتاب المذكور ونقل بعضه عن بعض شراح الموجز وهو قريب من الهذيان لان ظاهره عدم اجتماع النوعين وعدم الفرق لو كان الورم في الاغوار والصحيح جواز اجتماع حميات متعددة والفرق بين حمى الورم وغيرها صلابة النبض فيها لكن يدق الفرق إذا اجتمع وإذا كانت الحمى عن يبس ويتضح ذلك بمواقع الأصابع وعدم الخروج عن الوزن في اليومية وسيأتى في النبض تفصيل ما دق كنبض العاشقة إذا كانت حبلى وهذه الحمى ونحوها (العلاج) ما كان عن سبب معلوم كوجع ناخس وورم فتدبيره تدبير ذلك المرض أو عن قلة غذاء فعلاجه التناول وهكذا تقطع الأسباب الممرضة أولا ثم يدبر البدن فيبرد إن كان عن حر بلبس الكتان والمصقول وشم نحو الورد والبنفسج واللينوفر والآس والنوم عليها والادهان بأدهانها والتبريد أولا بالماء إن كان صيفا وإلا قدم الاستنقاع بفاتر يتخلخل ثم يصب الماء البارد لتسكين الحرارة وحبسها وأخذ الأغذية الرطبة خصوصا الباردة كالقرع والرجلة وشرب ماء الشعير بالعناب والإجاص والتمر هندي، ومن المجرب فيها القئ بالبطيخ الهندي والسكنجبين الساذج وكذا شراب الفواكه شربا بماء الشعير أو الدوع ومص الرمان، ثم إن أحس بقشعريرة أو صداع فمن المجرب أن يأخذ من معجون الورد ثلاثين درهما ومن العناب عشرين ومن كل من البنفسج المربى والتمر هندي والسبستان اثنى عشر فإن كان النبض شديدا فأضف من السنا المنقى ستة أو كان الصداع قويا فزد من الشعير كالورد واطبخ الكل بستمائة درهم ماء عذبا حتى يبقى نحو مائة فيصفى ويشرب وهو مجرب فلما احتجنا إلى تكريره ومتى كان سببها بردا أو كانت في بدن مائل إليه أو مزاج أو أوجبها غذاء كذلك فمن المجرب القئ بالسكر مسخنا. واعلم أن هذه الحمى كثيرا ما تطرق الأبدان السخيفة وأهل المساكن المرطوبة كالهند والحبشة وهناك لا يجوز القئ بحال، فينبغي أن يعالجوا بشراب ماء التمر هندي والبكتر والجوكية من الهند تعالج هذه الحمى بالنطولات خاصة وقوم بأكل الدار فلفل ومن ثم يقولون ببرده والزنج والحبشة بالتشريط أو شرب ماء الترنجبين ومن جاوز البحر من المغرب يعالجها بأكل السمك ومن الزنج أقوام يكثرون شرط جلودهم يدفعون بذلك احتباس الأبخرة وأما الروم والفرس فلا تكاد هذه الحمى تنالهم لغلظ أرواحهم فان وقعت ففي الغالب تكون عن غضب أو سدد واستحصاف فعلاجها التفريح في الأولى والحمام في الأخير تين وقول الشيخ ينبغي أن يكون انتفاعهم بماء الحمام لا هوائه محمول على من لا يمكنه اللبث فيه وإلا فالهواء أصلح في الغضبية وغيرها كما يشعر به كلام الفاضل في الشرح، وقال أبقراط يكفي في علاج حمى الروح محادثة المحبوب والأصوات الحسنة وتسريح النظر في مستنزهات الماء والرياض وهذا محمول على ما إذا كانت غضبية كذا قاله بعض شراح كلامه والصحيح عموم كلامه نعم يجب أن يراعى في الأصوات المناسبة فإن كانت الحمى
(١٢٥)