مكانه والامتحان قد يكون ببول أو بغيره من السيالات المائعة إما بحتة أو ممزوجة بعضها ببعض أو ببول إنسان وكيف كانت فلا دلالة فيها لما مر فإذا عرفت احترزعنها، فما كان فيه كالقطن المنفوش وكان عادم الزبد فبول جمل أو إلى البياض والصفرة فغنم أو كالسمن الذائب مع كدورة فحمار أو صفا أعلاه على حد النصف ففرس أو وجد فيه لطخات فعسل ونحو سحابة لا تنتقل بالتحريك فنحو سكنجبين أو مال زبده إلى الصفرة فبصل كذا قالوه وليس على إطلاقه لما في بعض البول من ذلك أو كان رسوبه إلى جانب واحد فماء تبن. وحاصل الامر أن بول غير الانسان لا يستدير رسوبه ولا يفنى زبده ولا توجد فيه العروق الشعرية واللبن لا يغش به لأنه لا ينفك حين يمكث عن زبد يعم الاناء وتتساوى أجزاؤه بخلاف غيره وما كان على رأسه صبابات متقطعة خصوصا بالتحريك فدهن فإن كان الرسوب مثل الدهن وكان إلى الصفرة فبول الضأن وما ضرب إلى الحمرة والثخن وكثرت رغوته وثفله فبول ثور وإن كان في الربيع كان إلى الخضرة جدا وما ذيب فيه ثلج مال في القارورة إلى الزرقة والسواد أو زعفران أحمر وسطه ومال رسوبه إلى الصفرة ولم يثبت زبده.
* (الثالث) * في أجناس البول المستدل بها وهى تسعة عند القدماء وسبعة عند المتأخرين، ويحصرها الكم والكيف: أحده اللون وهو إما أبيض بمعنى الشفافية، ويدل على البرد مالم يكن خروجه بسبب آخر كالضغط في ديانيطس الماضي ذكرها في الحميات، أو أبيض بالحقيقة، فإن كان مخاطيا دل على استيلاء البلغم أو دسما فعلى انحلال الشحم أو رقيقا تصحبه مادة فعلى انفجار قروح في طريقه وبدونها على الخام اللزج أو أشبه المنى فعلى بحران البلغم إن وقع في أيامه وإلا أنذر بنحو سكتة أو فالج ومطلق الرقيق الأبيض إن وقع في زمن الصحة دل على نحو سوء الهضم لبرد نحو المعدة أوفى المرض، ففي البارد والمزمن على عدم النضج، وفى الحار على انصراف الصابغ إلى الاعلى، فإن كان هناك سرسام فالموت وإلا انتظر السرسام منذ يخرج الأبيض فإن كان هناك الدماغ سليما توقع السحج.
* (فرع) * قد ثبت أن الأبيض لا يخرج إلا في الأمراض الباردة وغيره في الحارة لان الانصباغ يكون بالحرارة لمزيد التحلل أو لاخذ الصابغ والخضب به لكن قد استثنوا من هذا الضابط مسائل انعكس الامر فيها (الأولى) قد يخرج البول أبيض في الحمى الحارة لا ختفاء الحرارة فتعصر العروق كما سيأتي (الثانية) أنه قد يخرج أحمر في الباردة كما في القولنج وهذا إما لشدة الوجع الموجب للتحليل بالانزعاج أو لسدد في مجرى المرارة والكبد (الثالثة) قد يخرج مصبوغا ولا حرارة هناك وهذا إما لعجز الكبد عن التمييز كما في الاستسقاء أولا نفجار خلط عفن وعلم ذلك لغير الحاذق من علامات أخر حسية ولو من نفس الخارج لان حسن التأمل يوضحه أو أحمر وأنواعه ناري وهو أشدها وأعظمها دلالة على الالتهاب والعطش وغلبة الصفراء على الدم ويليه الاثرنجى لأنه يدل على قلة الصفراء وهو إلى الصحة أقرب ومثله الزعفراني المعروف بالأحمر الناصع كذا قاله الأكثر والصحيح أنه أرفع من الاترنجى ودون الناري ويدل مثله لكن هو منذر بطول المرض واختلاط المائية بالدم وميل الخلط إلى الكبد ويليه ألقاني وهو الشديد الحمرة ويدل على استيلاء الدم وقد يكون معه كغسالة اللحم فإن كان مع البول دل على ضعف الكلى أو محدب الكبد أو انفجار عروق المثانة وإلا فعلى محدبة وما يليه وقد تشتد حمرة البول بلا دم لا متلاء هناك ومتى غلظ الأحمر وكثر وقوى صبغه في اليرقان دل ذلك على انحلال العلة وعكسه ردئ خصوصا في الاستسقاء ورقيق الأحمر بعد غليظه خير من العكس خصوصا إذا كثر فإنه ينقى الحمى نص عليه في الفصول ومن كان رسوب بوله أول المرض كثيرا فإنه يئول إلى هذا [أو أسود] فإن كان الصابغ من خارج فلا كلام عليه