وتحليله [أذن] عضو ناتئ أودع الله فيه قوة السماع وسيأتى تشريحه وتفاوت الحيوانات فيه أما المطلوب هنا فحفظ صحته وذكر مالم يسم من أمراضه باسم مخصوص تسهيلا على الناظر في كتابنا هذا كما شرطنا فنقول: لا شك أن كل عضو إما صحيح إن قام بأداء ما خلق له على الوجه الأكمل وإلا فممروض في الغاية إن عدم الفعل وإلا فبحسب النقص وكل من المراتب الثلاثة محتاج إلى النظر في أحكامه فالأولى تقدم وضعا عند من يرى أصالتها وكأنه الأوجه، وحيث تقرر أن لكل موجود أمورا أربعة هي العلل السابقة في القواعد وأن الاذن مادتها مادة البدن ضرورة اتحاد الجزء والكل في الأصل والصورة والفاعل معلومان وأن غايتها إدراك الأصوات مطلقا ساذجة أو غيرها وجب النظر في صحة ذلك الادراك المحصل للصوت الكائن عن قالع ومقلوع في الأصح أو قارع ومقروع قاوم كل الآخر بقابلية وفاعلية وزمن وكانت حقيقته تشكل الهواء به من تجانس كنوعين من المعادن أو تشخص كفردى نوع متماثلين أو تخالف كخشب وحديد أو تقطع بحروف منتظمة وهو المطلوب ذاتا لقيام النظام العلمي والمعاشى ومن ثم رجح الجل تفضيله على البصر وفيه نظر يطول وما هذا شأنه فالاهتمام بصحته أو دفع مرضه ضروري فنقول سيأتي أن استمداد هذا العضو من الدماغ بواسطة العصب فصلاحه يكون بصلاح الدماغ أولا إلا أن يكون السبب من خارج كوقوع شئ في ثقبته فلا تعلق لهذا بالدماغ بل يعالج بالحيل ثم على قياس ما ذكرنا في القواعد إن أبطأت الآفة السمع أصلا فهو الصمم أولا في الغاية فهو الطرش ويأتي كل في موضعه وقد يطلق كل على الآخر عاميا وقيل الوقر هو المبطل للسمع أصلا والكلام الآن في وجع الاذن وهو النخس والضربان وهذا يكون من ذات العضو في النادر ومن قبل الدماغ والمعدة معا أو أحدهما في الأكثر، وعلامة المستقل سلامة غيره وأن لا يتغير بتغير المآكل، وعلامة الكائن عن المعدة قوته عند خلوها أو أخذ الطعام في الهضم وغيرهما من الدماغ، فإن كانت المادة بخارا فالدوى والطنين أو خلطا لذاعا حادا فالضربان والوجع والنخس والتمدد والدموع والاستلذاذ بالمبردات وبالعكس في العكس، وعلاج كل تعديل ما نشأ عنه بعد تنقية الخلط الغالب والتعديل باصلاح الأغذية والأدوية فيتعين الفصد لما كان عن دم محض وقد يفصد في الحارين لرداءة الكيفية لكن صرح بعضهم بأن الفصد في الباسليق لجذب المادة على وزان ما سبق وليس بجيد، والحق أن الفصد هنا في الباسليق إن كان الأصل عن ضعف المعدة والكبد والقيفال إن كان عن الدماغ والمشترك إن كان عنهما كما سبق في القواعد وكذا صرحوا بأن الطنين إذا زاد وقت الامتلاء دل على أن سببه من المعدة وإلا فمن الدماغ وليس هذا بصواب دائما لجواز أن يكون من المعدة حال زيادته وقت الخواء لتهييج الحرارة رطوبات البدن، والحق أن يعتبر زمنه وحالة الغذاء وصفة تحركه فإن كان دائما ملازما لحالة واحدة وكان الشخص يدور على نفسه فمن الدماغ خاصة وإن زاد بغذاء كثير البخار كالبصل ونقص بضده كصفرة البيض وأحس بصعوده وارتفاعه فمن المعدة خاصة وإلا فمنهما وقد يكون من أسباب خارجة كضربة واضطراب ومشى في الشمس وبرد وقد يحدث أثر حميات طويلة وفى عسر وكد وذلك معروف ونبض المخصوص بالمعدة شاخص الوسط وبالدماغ شاخص تحت الخنصر المشترك؟ تحت الثلاثة الأول وفى الأورام صلابة النبض بالشروط المذكورة وفى الريحي خلوه بالغمز مع سهولة العود وما كان كحس الأشجار فاحتباس ريح في الصماخ من سدة ولو من خارج كما يشاهد عند سدها بالإصبع وما صحب قشعريرة وحمى فقيح. وحاصل الامر أن العلاج الفصد في الحار كما قلناه مع تقليل خروج الدم في اليابس ثم تنقية الغالب من الاخلاط إذا علمت ثم التبريد بنحو دهن القرع
(١٨)