والصائم وإلا فما تحتهما (السادس) أن بعض الأطباء يعطى المريض وقت الازلاق شيئا من الاجرام الصلبة فان خرج بصورته قطع بالفساد الكلى والموت وقد ذكرتم ما ينافي ذلك، والجواب أن هذا الحكم ساقط رأسا لان المعطى كحب الخرنوب المشهور فيه الكلام عند جهلة أطباء مصر فلا التفات له لان سائر البزور تنزلق عن الأمعاء وإن كانت في غاية الصحة كما يشاهد من الخشخاش والتين وإلا فالكلام فيه ما مر نعم قد يستدل بذلك على نباهة الحرارة الغريزية فإنها إن كانت صحيحة لابد وأن تغير المذكورات في الجملة لمحوها نقس الدراهم وهى أصلب بلا شبهة (وأسبابه) فساد أحد الاخلاط ويعرف بعلاماته ولا شبهة في أن غالب حدوث هذه العلة عن البلغم ثم السوداء وأندر وأسهل ما تكون عن الحرارة وضعف جرم المعدة فلا تلتئم على الغذاء فيطيش ويطفو ويستحيل محترقا عن الحر ورصاصيا عن البرد وكل موجب لذلك وإياك أن تفهم أن الطفو والاحتراق أسباب مستقلة كما صرح به بعض المتهورين ومن أسباب الزلق اجتماع ما لا يجوز لايجاب اجتماعه الفساد إما لغوص قبل أن ينبغي أو لتصعيد مفرط كاللبن والخمر أو لكونه مرخيا كالاجاص أو سريع الاستحالة إما لاحتراقه كالرمان أو تشبثه بالخلط كالبطيخ أو سرعة تعفنه كالتوت، وقد تكون الأسباب من قبل الغذاء نفسه ككونه أقل مما ينبغي فيحترق خصوصا مع لطفه وحرارتها أو أكثر فيثقل وينهال قبل أن تعمل فيه القوى خصوصا إذا كان مرتبا على وجه الصحة كالسبق باللطيف وقد تكون الأسباب من قبل فعل الشخص كشرب الماء قبل حلوله فتبرد الحرارة ويطفو الغذاء كما يشاهد من سكون غليان القدر بصب الماء البارد وكالجماع أثر الغذاء فإنه يزلقه بحركته ومثله أنواع الرياضة وأخذ ما يهضم وأشر ذلك شرب الخمر ومن أمثال هذه يكون الاستسقاء خصوصا الطبلى وأنواع القر والبرص والجذام إذ لا فرق بين انزلاق الغذاء في الهضم الأول وغيره واختلاف الأمراض بحسب النافذ ألا ترى أنه إذا كان كثير البخار والطفو بحيث يصعد أكثره إلى الاعلى كان الحادث نحو الصرع والماليخوليا وإلا فما ذكرنا. وأما حموضة الطعام فمن البلغم قطعا والحرارة الغريبة وكذا مرارته بالنسبة إلى المرار إلى غير ذلك فعلا تعد أسباب ذاتية كما نقله ناقل عن الشيخ بل هي من نفس المرض فافهمه (العلامات) ما كان عن أحد الاخلاط فعلاماته علامات ذلك الخلط وعلامات ضعف المعدة سقوط الشهوة وعدم الاحساس بالجوع والخفقان والهزال وتواتر النبض إن كانت حارة والجشاء والفواق والقراقر إن كانت باردة وخروج طعم الغذاء في الجشاء وبطء انحداره إن كانت يابسة مالم يكن شأنه ذلك إما للطفه كالثوم فيتشبث بها أو لرداءته كالفجل والجميز وعلامة الكائن عن القروح خروج صديد أو قشور وما استند إلى الغذاء والثفل فعلامته تقدم ذلك (العلاج) ما كان عن أحد الاخلاط فالواجب تنقيته أولا بالفصد في الحارين للكمية والكيفية في الدم ورداءة الثانية في الآخر ثم استعمال السكنجبين ومص أنواع الرمان بأغشيته وشرب ماء الشعير بالتمر هندي والتنقل بالتفاح المز والزعرور والعناب وأخذ شراب الورد وأقراصه. واعلم أن للجوارشات في هذا الباب أجل فائدة بل لم تركب لغيره والمأخوذ منها في الحال جوارش الصندل والتفاح وحيث لا قبض فلا بأس أن تؤخذ الأسوقة مثل النبقي والشعيري وهذا التركيب من مجرباتنا. وصنعته: أنيسون كسفرة من كل جزء مصطكي نصف جزء يسحق الجميع بماء النعنع والخل وقد أذيب فيهما يسير البورق ثم يعجن بعسل الأملج ويطيب بالصندل المحكوك ويستعمل وهذا شراب ينفع من الزلق وبطلان الشهوة وتراقى الأبخرة وسوء الهضم والاحتراق والصداع والأوجاع العارضة عند أخذ الأطعمة والاسهال الصفراوي ركبته فصح في ذلك
(١١٧)