كالمصاعد من نحو الخل كان وصوله لي المحل الذي توجه إليه على طريق الرشح فلا ينكى عرقا ولا لحما بل ربما لم يحصل منه أذى مطلقا لغير الجلد وإن كان بضد ذلك انعكس الحكم وعم الضرر فعلى هذا الأصل وجب أن يكون كل ما حدث من الأورام عن خلط لطيف مخصوصا بالجلد من غير اختلاط باللحم وان يبثر بالسرعة إن كان حارا وينتشر بلا أكل إن اشتد لطفه وأن يسهل انفجاره إذا خلا عن حدة وإلا انعكس كل ما قيل كما سيفصل في الجمرة والنملة. إذا عرفت ذلك فمما لم يعرف باسم الورم الرخو وسببه استعمال ما ولد البلغم وشرب الماء على نحو اللبن خصوصا الفواكه التفهة كالبطيخ وغالب المشمش ومادته مطلقا البلغم ويتفاوت ارتخاؤه بتفاوت الخلط لطفا لتفرغ الرخاوة عن رقة الخلط فبه يعلم التركيب معتدلا أو رجح فيه أحد الطرفين فعليه قد يشتبه الساذج من الأورام الكائنة عن البلغم وحده بباقي الأقسام وإيضاحه باللون فان تغير العضو عن اللون الأصلي فالخلط مركب وينسحب الحكم في السلع والصلابات (العلاج) قد أسلفنا غير مرة أن علاج كل مرض يجب أن يكون أولا بتنقية مادته ثم بالنظر في إصلاح المزاج ثم مزاج العضو خاصة وأنه قد يكون بالاستفراغ القريب الجزئي كاستخراج ما حصل بالشرط أو البعيد الكلى كالفصد وهو قد يكون لافراط الخلط في الكمية بل في الرداءة في الكيفية خاصة فعليه قد يفصد السوداوي وهذه قاعدة شريفة يدور عليها أحكام العلاج كله سواء تركب المرض أم لا ويختص هذا الورم بمزيد النطولات في أوله بالحارة كطبيخ الإكليل والبابونج والضمادات بالخرق المسخنة والشونيز والملح والنخالة والجاورس كذلك فإذا وقف فبنحو الحضض والزعفران والأقاقيا وسلاقة السوسن وأخثاء البقر والطين الأرمني كلها أو ما تيسر معجونة بالعسل إن عدمت الحرارة وبه مع الخل إن كانت ولم تفرط وإلا فبماء القرع والكسفرة ومع الانحطاط يمزج الصبر وهو مع الحناء والسمن غاية كافية هذا مع الكف عما يولد الخلط والرطوبات كالألبان والبطيخ قالوا وللآس في ذلك دخل عظيم وأما الصلابات فقد تكون عن هذا الورم بعينه إذا ساء علاجه كأن برد أو جفف من غير تحليل وهذا القسم ربما بدأت الجهلة في علاجه بتنقية الخلط السوداوي علما منهم بأن الصلابات لا تكون إلا منه والحال أن علاج هذا من بادئ الرأي يكون بتسخين العضو بما مر وترطيبه بالادهان الحارة كالفستقي واللوزي بنحو الياسمين أو الزنبق وبالضمادات بنحو البزور والخطمى وما سيأتي في السرطانات وللشيرج والسمن والزبد في ذلك فعل جيد وأما ما كان منها أصالة فعلاجه تنقية الخلط على ما مر ولا شئ أقطع هنا من مطبوخ الأفتيمون محلى بشراب الفواكه وقد تدعو الحاجة إلى نحو اللازورد فإذا وثق بالنقاء عاد إلى الوضعيات المذكورة وإن اقتصر في الغذاء على الدجاج والبيض ونحو اللوز والزبيب كان أولى.
* (فرع) * عد أكثر الأطباء الأورام من الأمراض الظاهرة محتجين بظهورها للحسن مثل الدماميل والجدري وفيه نظر من ثبوت الاحتجاج ومن أن منها ما لا يظهر كالواقع في عضو ستر بعظم كحجاب الصدر وعدها البعض من الأمراض الباطنة مستدلا بأن أسبابها انصباب المواد مندفعة من الداخل وعليه ليس لنا مرض ظاهر غير بعض تفرق الاتصال كقطع الحديد فليته لم يستدل إذ لو ترك الدليل لالتبس الحكم وجاز توجيهه في الجملة والحق عندي أن الصواب أن يقال الأورام من الأمراض العامة يتصف بها الباطن والظاهر وسنستقصي هذا البحث في رسم المرض، ومما يحلل الأورام الحارة وحيا الحناء والآس معجونين بالخل وماء القرع والكسفرة وكذا الحي عالم وبياض البيض ودقيق الفول والشعير وسحالات المعادن كلها خصوصا السنبادج والباردة الشيح والغاريقون