والآخر عريض الورق خشن رخص قليل المرارة هو البلخية الهاشمية وهى باردة رطبة في الأولى والبرى صنفان اليعضيد وزهره أصفر جيد يسمى خندريلى والطرحشقوقى سماوي الزهر ومطلق البرى بارد يابس في آخر الأولى ويبسه أكثر ودقيق الورق من هذه الانطونيا لا شئ في البقول ألطف منه حتى إن الغسل يحل أجزاءه اللطيفة فلا يجرز ويتغير مع الفصول فكيف مع الأزمنة ومن ثم لم يصر مبرودا مع برده وهو يذهب الحميات والعطش واللهيب والحرارة والصداع والخفقان واليرقان وضعف الكبد والطحال والكلى شربا بالسكنجبين ويدر بقوة وإذا مزج بمطبوخ الصندل والرازيانج قاوم السموم كلها وقوى المعدة شربا ومع الاسفاناخ يحل كل ورم طلاء وبالخل بعد الفصد يمنع الرمد مجرب وهو يبطئ بالهضم ويصلحه الرشاد ويقوم بزره مقامه وأهل مصر يستقطرونه فيصير محلول القوى والصواب دقه وعصره ويقال إن البرى منه يجلو بياض العين [هو فاريقون] نبت بحسب زهره وورقه ثلاثة أقسام كبير عريض الورق كالنعنع وصنف دونه في الطول ولكنه أغزر ورقا وكلاهما أصفر الزهر صنف نحو شبر وورقه كالسذاب وكله أحمر حاد الرائحة وزهر الصغير أبيض وكلها تخلف بزرا أسود في شكل الشعير ومن ثم ظن أنه الداري وبزر الكبير في غلف كالخشخاش وجميعه يدرك في شمس الجوزاء وتبقى عشر سنين وهو من عناصر الترياق الكبير عظيم النفع جليل القدر حار يابس في الثالثة قد جرب منه البرء من الفالج والخدر والنسا والنقرس والقولنج كيف استعمل حتى الدهن بزيت طبخ فيه ومن الحميات خصوصا الربع ومع بزر السذاب يفتح السدد ويزيل الاستسقاء واليرقان والحصى وعسر البول والحيض وأوجاع الورك والظهر ويقاوم السموم ويدمل القروح ويزيل الآثار وضربان المفاصل شربا وطلاء ويسقط البواسير مع المقل والأجنة وهو يصدع ويصلحه السفرجل ويضر الرئة وتصلحه الكثيراء وشربة الصغير مثقال والكبير درهم، ومن أراد قوة الاسهال للاخلاط اللزجة جعله في ماء العسل وبدله مثله إذخر ونصفه أصل الكبر أو شيطرج أو قردمانا وقيل بدله بزر الشبت وليس هو الفاشرا ولا حب البلسان [هوم المجوس] المرآتية [هوفسطيداس] طراثيث تقارب لحية التيس وقيل هي نفسها [هواء] هو أفضل الأربعة على الاطلاق لبقاء البدن بدون غيره منها زمنا يعتد به بخلافه لتعلقه باصلاح أشرف أجزائه وهو القلب لأنه كما سيأتي معدن الحرارة الغريزية فيحتاج إلى مبرد وهو الهواء المستدخل خالصه المستخرج فاسده بالقبض والبسط عند التنفس الضروري للحيوان البرى ومن ثم كان من الستة الضرورية وفضله على الماء باعتبار ما ذكر خاصة وإن كان ذلك أفضل باعتبار أمور أخر وأما التراب فليس له هنا فضل دخول مع أن العنصري لم يتأت احتياجه هنا على تقدير إمكان وجوده وأما النار فكذلك باعتبار الأبدان بل هي أعدم دخولا ونتيجتها في القوى فتمحض ما قلناه ولا شك أن الجزء الحار في الهواء وإن كان فرعيا هو أدخل في الحياة والتأليف والمراد به هنا كله من محيط ومختلط بل وما تحلل من مضمحل صعدته قوى العناصر وقد انحصر في طبقات أربعة وذلك لان العناصر قد تقرر في العقل أنها ستة عشر قوة قوتان حافظتان من الطرفين وقوة سيالة في الكائنات وقوة صرفة كذلك قرر فيما وراء الطبيعة ثم قال في الفلسفة الأولى إن النار قد استغنت عن الحفظ والحرارة من أسفل لقصور غيرها عنها فانتفى الاخلاط ولم تطلب البعد من الفلك فلم تحتج أيضا إلى شئ وقوتها السيالة قد انفصلت في الكائنات فهي في الاحجار وغيرهما كما نشاهده من القداح والحديد والتبن والصفصاف فتمحضت الصرفة وكذا الماء لفضول التراب وارتفاع الهواء وانفصال السيالة المادة في كل بخار وهواء كما شاهدناه في الجبال. وأما التراب فليس
(٣٣٦)