خمسة الفم ولا فضلة له والمعدة وفضلة كيلوسها البراز والماسريقا ولا فضلة لها والكبد وفضلتها غالب البول والعروق وفضلتها الغليظة الأوساخ واللطيفة البخار والمتوسطة مطلقا العرق والمرتفع اللين والسافل الدم وأنكر قوم الفم والماسريقا وآخرون الثاني فقط (الخامس) اختلفوا في أن التقطير بالأنبيق يميز الاخلاط، لأنه برهان تحليل أم لا لعدم معرفة ضابط البخار، والأصح الأول وفاقا لجالينوس والأستاذ والمعلم لان السائل هو الماء ودهنيته الدم ومائيته البلغم والمتخلف هو الأرض والدخان الصفراء فإذا علمنا المقطر قبل بالوزن الصحيح كان الناقص هو الصفراء وينبنى على هذا معظم العلاج وتقادير الأدوية هكذا وبهذا نعلم أن السوداء لا ترد إلى الصفراء وما احتج به الفاضل أبو الفرج من كلام الشيخ أن البرسام قد يصير ليثرغس بالتبريد غير صحيح وإنما يقع التبريد في هذه الصورة من قصور الأعضاء عن الهضم فيتولد البلغم (ورابعها) الأعضاء وهى أجسام صلبة كائنة من أول مزاج الخلط وبسيطها التشابه الاجزاء المطابق اسم جزئه كله في الحد والرسم والصفة والأولى عكسه ويكون مركبا أوليا إن كانت أجزاؤه كلها بسيطة كالأنملة وإلا فثان إن تساوى الشيئان كالإصبع وإلا فثالث وتنقسم إلى رئيسة وهى أربعة بحسب النوع (الدماغ) ويخدمه العصب (والقلب) ويخدمه الشرايين (والكبد) ويخدمه الأوردة (وآلة التناسل) ويخدمها مجرى المنى وإلى الثلاثة الأول بحسب الشخص المراد بالرئيس المفيض القوى على غيره بحسب الحاجة وإلى مرؤوس وهو ما عدا هذه عندي وقالوا المرؤوس ما أخذ من هذه بلا واسطة وما سوى القسمين كاللحم ليس برئيس ولا مرؤوس. وللأعضاء تقسيمات من نحو ثلاثين وجها ذكرتها في شرح نظم القانون وسنستقصي الكلام في التشريح إن شاء الله تعالى (وخامسها) الأرواح وهى جسم لطيف يتكون من أنقى البخار ويحمل القوى من المبادى إلى الغايات والدليل على تولدها من البخار نقصها عند قلة الدم والفاضل جالينوس وجماعة يرون أنها من الهواء المستنشق قال الفاضل أبو الفرج ويمكن أن يستدلوا على ذلك بموت من حبس نفسه على أن هذا الموت باحتراق القوى لا بحرارة الأرواح لان الهواء يبردها إذ هو بارد بالنسبة إليها وإن كان حارا في نفسه، وتنقسم إلى طبيعية مبدؤها الكبد وغايتها حمل القوة الطبيعية إلى القلب وحيوانية مبدؤها القلب وغايتها تبليغ القوى الحيوانية إلى الدماغ ونفسانية مبدؤها الدماغ وغايتها إيصال القوة النفسية إلى ما يحس من الأعضاء على الصحيح وقيل إن قوى الأعضاء البعيدة كاللحم مفاضة هذا كله على رأى الأطباء وأما الحكماء فيرون أن مبدأ القوى كلها هو القلب والأعضاء المذكورة شرط في ظهور أفعالها (وسادسها) القوى وهى مبدأ تغيير من آخر في آخر من حيث إنه آخر كذا في الشفاء والنجاة وقيل هيئة في الجسم يمكنه بها الفعل والانفعال وهى كالأرواح قسمة ومبدأ على المذهبين السالفين (فالأولى) منها أعنى الطبيعية تنقسم إلى أربعة مخدومة أحدها (الغاذية) وهى قوة تتسلم الغذاء من الخادمة فتفعل فيه التشبيه والالصاق (والنامية) وهى قوة تتسلم ما أوصلته الغاذية فتدخله في أقطار البدن على نسبة طبيعية وهاتان غذائيتان (والمولدة) وتعرف بالمغيرة الأولى وهى التي تخلص المنى من الدم، وههنا إشكالان (أحدهما) نقله الفاضل أبو الفرج عن بعض المتأخرين أن النامية كيف تخدم المولدة مع أن النمو لا يكون إلا قبل الايجاد وتوليد المنى بعده فلا يتفقان. ورد بأنه موجود بعد الايجاد في الاخلاط المتجددة والكلام فيها لا في العناصر (والثاني) لم أجد من أورده وهو أن المولدة هل تتسلم الدم من الكبد أو بعدها فان قلتم بالأول لم تكن النامية خادمة لها لما سبق وإن قلتم بالثاني لزم أن ينفصل المنى بعد صيرورة الغذاء عضوا واللازم باطل فكذا الملزوم ولم يحضرني عن هذا جواب (والمصورة) وتعرف بالمغيرة
(١٢)