والخاص إما أن يعم نوعا من ذلك الجنس أو شخصا، وكلها إما أن لا يمكن الاستغناء عنها مدة الحياة أصلا وهى الضرورية المشتركة التي إن دبرت صحيحة كانت غايتها الصحة أو فاسدة فالمرض أو متوسطة فالحالة المتوسطة وتنحصر الضروريات في ستة الهواء والماء والنوم واليقظة والمأكولات والمشروبات وستأتى في الباب الثالث والاحتباس والاستفراغ وسيأتى في الرابع والاحداث النفسانية ومادتها الحرارة وفاعلها الطارئ المحرك وصورتها تحرك البدن وغايتها الأحوال الثلاثة والفاعل قد يحرك إلى خارج فقط فيكون نحو الفرح إن كان التحريك دفعة واحدة وإلا فالخجل وإلى داخل دفعة كالغم أو تدريجا كالخوف أو إليهما دفعة كالغضب أو تدريجا كالعشق ويظهر انحصارها في الستة من الأمور الطبيعية إذ ليس للاركان دخل فيها وقد تنقسم الأسباب مطلقا إلى بادية لظهورها للطبيب وغيره وظهورها بالمرض والصحة وهى أحوال غير بدنية كتسخين الشمس يوجب أحوالا بدنية كالصداع وإلى سابقة وواصلة وكل منهما بدني يوجب أحوالا بدنية إلا أن السابقة توجبها بواسطة كالامتلاء فإنه لا يوجب الحميات إلا بعد تعفين. فقد بان أن كلا من الثلاثة يشارك الآخر في شئ ويفارقه في آخر والسبب قد يزول كالحر مع بقاء موجبه كالصداع أو بالعكس كالامتلاء والحميات وقد يزولان معا وقد يعتقبان وقد عرفت أن المتقدمة مشتركة فما عداها إما خاص بالمرض عام لأنواعه كالامتلاء والقطع والتيبس أو خاص كملاقاة حار بالفعل أو بالقوة من خارج أو داخل واشترط لتأثير السبب قوة قابل وفاعل وزمن يسع الفعل وللمادي شدة فاعل وضعف قابل وتغير مجرى إلى ضيق فيحبس وعكسه فيعكس وثقل مدفوع وانقطاع مجرى وكلها في الساذج والمادي المفرد. وأما أمراض التركيب فقد حصروها في أربعة أجناس (أحدها) جنس مزمن الخلقة ويشمل الشكل كاعوجاج المستقيم وتسفط المستدير والمجارى كضيق ما ينبغي اتساعه أو انسداده والعكس وخشونة ما تكون الملاسة شأنه والعكس وأسباب هذه خصوصا الشكلية قد تقع من حين الخلقة كفساد المادة كما وكيفا وعجز القوى الفاعلية وقد يكون عندها كنزوله سابقا برجليه أو عرضا وقد يكون بعدها ولا تنحصر لأنها قد تكون من قبل القمط أو المادة الخلطية أو العلاج أو النهوض قبل الوقت أو نحو ضربة وتزيد المجارى بتناول ما يفتح أو يقبض أو وقوع الجوهر الغريب كالحصاة أو صيرورة الخلط فاسدا في الكم والكيف والعدد وقد يكون إما زائدا كستة أصابع أو ناقصا كأربعة وكل منهما إما طبيعي أو غيره كذا قرروه وهو لا يستقيم عندي بحال لان الزائد الطبيعي كون الإصبع السادسة على سمت الأصابع البواقي وغير الطبيعي كونها في الكف مثلا فكيف يستقيم في الناقص هذا البحث فلينظر ولا شك أن أسباب هذه الأمراض قبل الولادة خاصة أما بعدها فلا يتأتى إلا النقص من أسباب بادية كالقطع (وثانيها) جنس المقدار ويتناول العظم الطبيعي كالسمن المتناسب وغير الطبيعي كغلظ عضو مخصوص وبالعكس وأسبابه إما من خارج كلصوق الزفت في السمن ودردي الخل في الهزال أو من داخل كتناول ما يوجبهما كاللوز والسندروس ويكون من توفر القوى والمواد وهذا هو الصحيح واختاره الشيخ وناقشه الفاضل أبو الفرج في الشافي وعبر عنه ببعض الفضلاء تسترا واستدل بأن العظم لا يكون إلا من توفر القوة والمادة فقط وهو دعوى لا دليل عليها (وثالثها) جنس الوضع ويشمل فساد العضو أو جاره فيمتنع أن يتحرك عنه أو إليه مع التحام أو افتراق وسبب الكل تحجر الخلط أو فساده في الكم والكيف وقد يكون قبل الولادة لما عرفت سابقا (والجنس الرابع) تفرق الاتصال وقد يكون في سائر الأعضاء إما من داخل كانقلاب الخلط أكالا أو من خارج كحرق فإن كان في الجلد ولم يبلغ فخدش
(١٤)