بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمدا الله الذي وفقنا لغرس الدر والياقوت في أرض الكتاب واستثمار الغرر والنكت من أنوار الصحف والاستظهار على كرب الدهر بتنسم الأدب والصلواة على سيدنا محمد عزه العالم وسيد بني آدم فإني لما رأيت كتابي المعنون بيتيمة الدهر في محاسن أهل العصر يسحر العقول ويملك القلوب ويعجب الملوك كما يعجب الرعية ويحسن أثره على الشعراء كما يطيب ثمره للكتاب ويسير في الآفاق مسير الأمثال ويسري في البلاد مسرى الخيال ولقيت أعيان الفضل وأفراد الدهر أطلب له من طير الماء للماء وأحرص عليه من المرضى على الشفاء ووقع إلي على الأيام ما ينخرط في سلكه ويصلح للالحاق به ولا يسوغ تأخيره عن أخواته، لا سيما وقد خلا منه مكان قوم من السادة والكبرا لا مترك لثمار خواطرهم ووسائط قلائدهم عن لي حذو كتاب لطيف على تمثيله وترتيبه وايداعه ما شذ عنه من طرزه وجنسه اجراؤه مجرى الفرخ له والعلاوة عليه فعملت من ذلك ما لم أخر الرأي فيه ولم أوفيه حقه من التهذيب لاستعجالي وايثاري اتحاف الشيخ أبي الحسن محمد بن عيسى الكرجي أيده الله تعالى به وهو على جناح السفر ناهض النية سائر العزيمة فارتفع كعجالة الراكب فانضم إلى ما صحبه به أخائر الدفاتر وقد أنشأته الآن نشأة أخرى وسبكته ثانية بعد أولى وكررت فيه أبناء قوم سبق ذكرهم في اليتيمة ولم
(٧)