كان في رمس وزمان صالح عنوا وقد كان حربا ودهر سالم كرها وقد كان ألبا دولة أضحكت بما جد وكان في حسرة ومملكة تربح بسير وكانت في حسرة ومولانا يقول ما هذا التعريض والتصريح والتمريض والتصحيح نعم هو حياة البصر يبهره القمر واضطراب الأسماع لمضراب السماع ودهشة العاشق لنجاة الخيال الطارق ولجلجة كلام عبد ظفر بعد القنوط وارتفع بعد الهبوط ورأى كالسعد الذي له تجدد والمجد الذي به تفرد فأقول مرحبا بفلك أطلع علينا سعده وأهلا بهذا اليوم وما بعده والحمد لله الذي صدقنا وعده وأورث مولانا ملك الدست والصدر وملك الحياة والقدر وزمام النهى والأمر يتبوأ منها حيث يشاء فنعم أجر العاملين 166 أبو بكر عبد المجيد بن أفلح الغزنوي كثير المحاسن والفضائل جم المحامد والمناقب وكان السلطان الماضي رحمه الله يكرمه ويفضله على الصاحب وقلده بريد طوس وهو الآن مرتب في أعيان كتاب الرسائل ومرشح للأعمال الجلائل وله شعر يروق ويشوق كقوله (انظر إلى حسن الربيع فقطره * يحلى على الأغصان درا نابتا) (وكأن غيم الجو يسكب دمعه * من حزنه والروض يضحك شامتا) وقوله في معنى آخر (وراوي في إنشاد شعري مقصرا * ولو كنت قد هذبته في الدفاتر) (مخافة أن يلقى امرؤ من عيوبه * بخاطره ما لا أراه بخاطري) وقوله في الحكمة والموعظة الحسنة من نتفة (قل لمن تاه في الورى بغناه * لا يساوي الغنى حذار زواله) (مرن النفس للقناعة كرها * أي مال يفي بذل سؤاله)
(٢٧٢)