المعسكر المأهول من الخطر المهول والوحول التي تسوخ فيها أثباج الفيول فضلا عن الخيول ومن أخرى غرست في فنا مولاي آمالا متهدلة الأفنان مخضلة الأغصان فلم استثمر منها إلا التأخر عن جماعة لم يجرؤا في الخدمة والطاعة إلى أمد معي ولم يضربوا في الغناء بمثل قدمي ومن أخرى ومعاذ الله أن استعدى على كرمة إلا بكرمه ولو أحوجت إلى استفاف الثرى أو يشاهد مني غير الثناء ولو أزار نعرتي حد الظبي ومن أخرى قد شاهدت عهود الصبا حاضرة وأغصان الشبيبة ناضرة 190 القاضي أبو علي عبد الوهاب بن محمد إمام قد غزر علمه ونقى جيبه وسلم غيبه ولم يدنس ذيله واستوى في النزاهة نهاره وليله ولا عهد لنيسابور بمثله في الزهد والورع والبعد عن الطمع وربما يقول شعر أدباء الأيمة كقوله وأنشدنيه له الحاكم أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن دوست أيده الله قال أنشدني لنفسه (شباب أنست بأيامه * فولى بأيامه وانقضى) (وأورثني عنه شيبا أضاء * كصبح أتى بعد ليل مضى) قال وأنشدني أيضا لنفسه (ما في شكاية من به * بعض الأذية من حرج) (والصبر أجمل بالفتى * والصبر مفتاح الفرج)
(٣٠٢)