ومنها (أسعد فقد جاءك النيروز وانتبهت * من بعد ما رقدت عين الأزاهير) (تبكي السماء مساء فعل ذي شجن * ويضحك الدهر صبحا فعل مسرور) (والليل يبدي نجوما مثل ما انتثرت * لآلئ فوق صرح من قوارير) (والبرق يصبغ خد الغيم حين سرى * صبغ الحياء خدود النفر النور) (والروض يجلوه قرن الشمس ضاحية * في مطرف بيد الأنواء منشور) (تشققت فيه أجفان الشقيق ضحى * كأنها إذ بدت أجفان مخمور) (ولاح فيه الأقاحي كالدراهم إذ * ألاح حوذانه مثل الدنانير) (والنرجس الرطب أضحى في حدائقه * يرنو إلينا بعين الخرد الحور) (كأنه إذ جلاه طله سحرا * صهباء ممزوجة في كأس بلور) (والجو يسرق أنفاس النسيم إذا * جرى على صفحات الورد والخيري) (كأن ريا الرياض الزاهرات حكت * ريا خلائقك الغر المشاهير) (فاسلم فإنك ليث في الوغى وحيا * عند المحول وبدر في الدياجير) وإذا كان شعره هكذا في عنفوان الصبا فما الظن به عند قضاء باكورة الشباب وبلوغ حد الاكتهال سقى الله ربعه وعهده وأبعد عنا بعده 100 أبو المظفر بن القاضي أبي بشر الفضل بن محمد الجرجاني أيده الله ورحم أباه جامع بين شرف النفس والوالد وطريف المجد والتالد وبين الأدب والفقه والنحو والشعر ترامت به الحوادث إلى نيسابور فأنشدني لنفسه
(١٧٠)