أنشدني الحاكم أبو جعفر محمد بن إسحاق البحاثي قال أنشدني هذا الشيخ لنفسه (أفدي فتاة حرمت * ظلما علي جمالها) (ود الهلال بأن يكون * لساقها خلخالها) (قد واعدتني زورة * تشفى الجوى فبدالها) وأنشدني أيضا قال أنشدني لنفسه (سقيا لزائرة زارت على عجل * والليل ألبس غيطان الفلا غسقا) (في ليلة بات شمل الأنس مجتمعا * فيها وشمل الأسى والحزن مفترقا) (قطعت أولها شربا وأوسطها * سكرا وآخرها ضما ومعتنقا) (حتى بدا الصبح محمرا ذوائبه * كأنه موقد في أفقه سذقا) (قالت تودعني والعين باكية * يا ليت أن بياض الصبح ما خلقا) 179 أبو طالب محمد بن علي بن عبد الله المعروف بالبغدادي المستوفي أخبرني أنه واسطي خدم الصاحب والأجلة واقتبس من أنوارهم في صباه وانتقل إلى خراسان فشاخ بها على الاستيفاء في الديوان وكان أديبا كاتبا حاسبا كريما فاضلا به طرش يسير وله حفظ كثير وطلع بنيسابور فأطلع شمس فضله وأنشدني لنفسه (إن كنت عندك يا مولاي مطرحا * فعند غيرك محمولا على الحدق)
(٢٨٨)