(وكأن صوب القطر كل عشية * آثار سيبك في ذوي الأقتار) ذكر الزوازنة وملح أشعارهم فمنهم 124 أبو بكر محمد بن أحمد اليوسفي كان من أفرادهم أدبا وفضلا ومفلقيهم نظما ونثرا ولفظته زوزن إلى أقطار الأرض وآفاق البلاد وحرفة الأدب زميله ونزيله وحليفه وأليفه وتصرفت به أحوال في تأديب ولد ابن ينفع وانتجاع الصاحب وغيره وطالت مدته في الغربة ثم عاد إلى الوطن على غير قضاء الوطر ولم يلبث أن انتقل من ضيق العيش إلى ضيق القبر لم يلق بين الضيقين فسحة ورحمة الله تعالى حسبه وهذه فصوص من كلامه ورسائله فصل تحيرت فما أدري أفارة مسك فتقت أم شمامة كافور نفحت أم لطيمة فض ختامها أم قسيمة فرقت أقسامها أم محاسن وصال كأنهن محامد نظمن عقدا وفضايل نسقن عقدا وكأن زمانها عطار ولياليها أسحار فصل نحن اليوم في باغ وفي زمن غير باغ وظلال أشجار موقرة بالثمار نزود بينها كما نريد بين قيان تجود عليها فتجيد فصل في وصف أطعمة وحلاوى صحاف أنقى من الفضة بشرة تتناوب على المائدة عشرة عشرة بعد بوادر ومخللات تحسبها الجواهر محللات وقل يا سيدي في الفالوذج المعكك والقرص السكري المفكك والقاطولي الذي يقال عنده لليد طولى والقرص العسلي الذي يهون لبس العسلى أوصاف أرق من أوصافي مفصص بفيروزج الفستق مفضض بلباب اللوز في مثله يتنافس المتنافسون وله يعمل العاملون فصل بخور لها في مجلس بخار وعقار يهون فيها العقار
(٢٠٩)