(وإذا البدر نيل بالهجو فليخش * أولوا العقل ألسن الشعراء) وأنشدني أبو يعلى محمد بن الحسن الصوفي قال أنشدني أبو المطاع لنفسه (لو كنت ساعة بيننا ما بيننا * وشهدت حين نكرر التوديعا) (أيقنت أن من الدموع محدثا * وعلمت أن من الحديث دموعا) وله في هذا المعنى بعينه (غير مستنكر وغير بديع * أن يبين الذي تجن ضلوعي) (لي دموع كأنها من حديث * وحديث كأنه من دموعي) وكنت أحسب أن شعره مقطعات دون القصايد حتى طلع علينا الشيخ أبو بكر علي بن الحسن فأعارني من ديوان شعره ما نقله بالشام من خطه وفيه الطوال والقصار ولم يكن رفع إلى خراسان من ذلك غير ما كتبته فمن أحاسنه ولطايفه قوله (ومفارق نفسي الفداء لنفسه * ودعت صبري عنه في توديعه) (ورأيت منه مثل لؤلؤ عقدة * من ثغره وحديثه ودموعه) وقوله في معناه (رأيت عند الفراق لما * جم لحيني وشؤم جدي) (أربعة مالها شبيه * فيمن به صبوتي ووجدي) (من در لفظ ودر ثغر * ودر دمع ودر عقد)
(١١)