وقوله في غلام طبيب (متطبب كالغصن في حركاته * صيرت روحي في هواه سبيلا) (ما جاءني متطببا إلا لأن * أهوى السقام لكي أراه قليلا) (عجبا له يبري السقيم بطبه * وبلحظه يدع الصحيح عليلا) 161 الشيخ أبو بكر علي بن الحسن القهستاني شخص الفضل وصورته وينبوع الكرم ومعدنه ورفضة الأدب وغديره وعذر الزمان المذنب وزينته وقد لفظته بلاد المشرق وترامت به الحوادث والنوائب حتى كأنه خليفة الخضر وقذاة في عين الأرض وما هو إلا السيف يزداد على الصروف أثرا والمسك يزداد على السحق طيبا وماء البحر إذا ساغر عذب وكأني به الآن وكأنما يوحي إليه في النثر والنظم ويغرف آدابه من البحر وأنا كاتب من غرر ألفاظه نبذا علق بحفظي فمنها قوله من طلب شيئا وجد وجد ومن قرع بابا ولج ولج وقوله في تواتر الفتوح هذه فتوح ألفتها النفوس والطباع ومرنت عليها الأبصار والأسماع فهي لا تستغرب غرائبها ولا تستعجب عجائبها وقوله في وصف بنية كأن الشياطين نصبت تلك الأساطين وقوله في حكاية ما قيل لبيداء الملك أنك لا تسلم حتى تسلم ولا تأمن حتى تؤمن وهذه بدائع من شعره كقوله (أقمت لي قيمة مذ صرت تلحظني * شمس الكفاة بعيني محسن النظر) (كذا اليراقيت فيما قد سمعت به * من لطف تأثير عين الشمس في الحجر)
(٢٦٤)