181 أبو منصور محمود بن علي المهلبي العماني حدثني أبو الحسن علي بن محمد الحاجبي بالجرجانية قال كنت في أواخر أيام السامانية أحرر في ديوان الرسائل ببخارا مع جماعة من المحررين وصاحب الديوان إذ ذاك أبو علي محمد بن عيسى الدامغاني ومعنا في الجملة أبو منصور المهلبي وكان أشعر القوم وكان فينا واحد يعرف بأبي الفوارس النيسابوري ردي الخط غليظ الطبع كثير الكتب قليل الأدب يتعاطى الشعر ويفتضح فيه فمدح أبا علي بما أضحكه والقوم فأمر المهلبي بهجائه ووصف خطه وبلاغته فقال أبياتا منها (وكاتب كتبه تذكرني القرآن * حتى أظل في عجب) (فاللفظ قالوا قلوبنا غلف * والخط تبت يدي أبي لهب) فأعجب أبو علي بقوله وأمر له بصلة ولما رأى المهلبي ميل أبي علي إلى وصف خط أبي الفوارس قال فيه يخاطب أبا علي (يا سيد السادات في المجالس * أما ترى خط أبي الفوارس) (كأنما يكتب بالمكانس * فميمه كمنخر الأفاطس) (وجيمه كرجل بغل رافس * وسينه كأرجل الخنافس) (وواوه مغرفة الهرائس * ولامه شريجة المحابس) (وما تراه الدهر غير عابس * أو ناكسا لرأسه كالناعس) (يدرس طومارا بفهم دارس * أو قائلا شعرا بشق هاجس) (أو غايصا في لجة الوساوس * كأنه من جملة الأبالس) (فارم به في شدق ليث ناهس * فبئس للكتاب من مجالس)
(٢٩٠)