وله في الشيب (هجرت الهوى وشنفت المدامه * وعبت الغلام وعفت الغلامه) (فلا في أميمة لي مطمع * يحن ولا مرغب في أمامه) (ولا قلت إذ بكر العاذلات * بمر الملامة كفى الملامه) (وعهدي بها حين رأسي الغداف * وها هو كالنسر تحت العمامه) (وما عذر ذي نهية في الصبا * إذا ما خزاماه صارت ثغامه) وله (خضبت أناملها بحمرة خدها * إذ دمعتي يوم الفراق عليها) (إن كان من ماء الحياة حقيقة * فهو الذي سقيت من شفتيها) وله في الشريحي القاضي بقومس (خليلي ما بال الثلوج كأنها * قناع على وجه البسيطة مغدف) (أينتف عثنون الشريحي في الهوا * لعمركما أم صوف لحييه يندف) 105 أبو الفرج أحمد بن محمد بن يحيى بن حسنيل الهمداني يرفعه نفسه وأصله وفضله ويخفضه دهره وقد لفظته الغربة إلى بلاد خراسان فأدركته حرفة الأدب وهو شاعر حسن البديهة كثير الغرر فمنها قوله (ما أن رأيت وأن سمعت بحمرة * من وردة ودخانها من عنبر) (حتى اكتحلت بخده وبخطه * وغدوت بينهما حريق المجمر)
(١٧٧)