وقال (من كان يعشق منكم شادنا غنجا * البدر يشبهه والشمس تحكيه) (فلست أعشق إلا كل ذي أدب * الوشي من يده والدر من فيه) 119 أبو محمد الحسن بن المؤمل الحربي من أولاد أحمد بن حرب الذي يضرب به المثل في الزهد والنسك ويزار قبره بنيسابور منذ مائتي سنة وترفع الحاجات إلى الله عز ذكره وهو أعمر المشاهد بها وقد لبس أبو محمد برد شبابه على فضل مكتهل وظرف مقتبل وشعر مقبول وأدب معسول فهو كما وصف الصاحب بعض فضلاء الندماء فقال إن أردت فهو سبحة ناسك أو أحببت فهو تفاحة فاتك أو اقترحت فهو مدرعة راهب أو آثرت فهو تحية شارب ومن ملح شعره قوله (أيا من فضله عم البرايا * ونال المجتدون به المباغي) (ترفق بالرسول فدتك نفسي * فليس على الرسول سوى البلاغ) وقوله في النيروز (يا شمس أهل المشرق أسعد فقد * حلت برأس الحمل الشمس) (واشرب على طلعة نيروزها * كأس مدام يدم الأنس) وقوله من قصيدة (ثار الغبار غداة ثارت عيسهم * فشممت من ذاك الغبار عبيرا) (تالله لو شاهدت وقت وداعهم * لرأيت دمعا في الخدود غزيرا)
(٢٠٤)