(لا در في الناس در مقتصد * يأخذ من رزقه الذي قربا) (وما مقام الكريم في بلد * ينفق فيه الحياء والأدبا) (لا تعطني بالزمان معرفة * كم ضاق بي مرة وكم رحبا) (أي خطوب لم تولني عظة * وأي دهر لم أفنه عجبا) (ساعات دهر تمر مسرعة * عنا وتبقى الهموم والتعبا) 50 الأشرف ابن فخر الملك قدم من بغداد أصبهان علي ابن كاكوية ظانا به الجميل فخاب ظنه وأدركته حرفة الأدب فبينا هو ذات يوم يشرب على شاطئ زرنروذ إذ هزت الراح عطفه ودبت أريحية النشوة فيه فدعا بالدواة والقرطاس وكتب إلى أخيه الأعز ابن فخر الملك وهو ببغداد في نعمة وحسن حال (إن الذي قسم الوراثة بيننا * جعل الحلاوة والمرارة فينا) (لكن أراك وردت ماء صافيا * ووردت من جور الحوادث طينا) (أوليس يجمعني ونفسك دوحة * طابت لنا دنيا وطابت دينا) (إن كنت أنت أخي فقل لي يا أخي * لم بت جذلانا وبت حزينا) (هلا قسمنا بيننا الفرح الذي * كنا اقتسمنا في حياة أبينا) فلما قرأ الأعز كتابه أذرى دموع الرقة لأخيه وسفتج بألفي دينار وكتب إليه ببيت لبيد (فاقنع بما قسم المليك فإنما * قسم المعايش بيننا علامها) ولم أجد للأشرف بعدما كتبته إلا قوله (مر بي الموكب لكنني * لم أر فيه قمر الموكب)
(٧٢)