128 أبو الحسن العبد لكأني والد أبي محمد العبد لكأني الذي طبق الدنيا بشعره المليح الظريف وكتاب اليتيمة مختوم به وعهدي بملكين يجري شعره على لسان كل منهما وهما الأمير أبو العباس مأمون بن مأمون خوارزم شاه والأمير صاحب الجيش أبو المظفر نصر بن ناصر الدين رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما فأما والده أبو الحسن فإنه يقول في قرية بهداذين من قرى زوزن ما استظرف البيت الأخير منه وهو (اشرف ببهداذين من قرية * عن شاينات العيب في حرز) (لكنها من لؤم سكانها * حطت إلى الذل من العز) (ما إن ترى فيها سوى خامل * جلف دني أصله كز) (لا تعجبوا منها ومن أهلها * فالسوس لا ينكر في الخز) ويقول في التماجن (رجل أسدى إلينا صالحا * فمعاذ الله أن نجهله) (بل نكافيه به أضعافه * إن من يفس لنا نخر له) 129 أبو علي بن أبي بكر بن حشبوية الزوزني أنشدني أبو القاسم بن أبي منصور له (تعجب من مشيبي في شبابي * كأن لم تلق من قبلي مشيبا) (فقلت ذرى التعجب إن هذا * زمان يجعل الولدان شيبا) وأنشدني غيره له أيضا (ليس من قلة العقول أتينا * بل لما ساقه الجدود العواثر) (كيف نرجو نجاحنا من رئيس * ليس يحظى لديه إلا مواجر)
(٢١٦)