(إذا شام الفتى برق المعالي * فأهون فائت طيب الرقاد) 15 أبو محمد طاهر بن الحسين بن يحيى المخزومي البصري هو بصري المولد والمنشأ رازي الوطن حسن التصرف في الشعر موف على أكثر شعراء العصر يعدل من أهل العراق بابن نباتة وابن بابك ومن أهل الجبل بالرستمي والخازن وله مصنفات منها كتاب فتق الكمائم في تفسير شعر المتنبي وبقي إلى طلوع الراية العالية بالري ثم انتقل إلى جوار ربه وقد كتبت غررا من شعره الذي هو روح الشعر وذوب السحر فمنها قوله وما أحسنه وأبدعه وأصدقه (نفسك لا تعطيك كل الرضا * فكيف ترجو ذاك من صاحب) (أجل مصحوب حياة صفت * فهل خلت من هرم عائب) وقوله في معنى لم يسبق إليه (العيب في الخامل المغمور مغمور * وعيب ذي الشرف المذكور مذكور) (كفوفة الظفر تخفي من مهانتها * ومثلها في سواد العين مشهور) وقوله في الغزل وما أملحه وأفصحه (عرضت قلبي للحتوف بعارض * كالورد نداه الصباح بطله) (متوشحا زغب العذار كأنما * ألقى عليه الصدغ سمرة ظله) وقوله وقد قدم عليه بعض المتأخرين عن رتبته
(٢٩)