164 القاضي أبو الفضل أحمد بن محمد الرشيدي اللوكري له شرف عميم وطبع كريم وخلق عظيم ولسان فصيح ومجد صريح وأدب جزل ومنطق فصل وهو من أولاد هارون الرشيد ولي القضاء بسجستان والوزارة بغرشستان والسفارة بين السلطان الماضي وأمير المؤمنين القادر بالله رضي الله تعالى عنهما فلم يزل فيما نيط به واعتمد عليه بين نصح يؤثره وجميل يؤثره حتى مهد قواعد الصلاح وذلل مقاود النجاح فأحمد وأجل وبجل ولقب بتاج القضاة وزين الكفاة رضي أمير المؤمنين وهو القائل (قالوا اقتصد في الجود إنك منصف * عدل وذو الإنصاف ليس يجور) (فأجبتهم أني سلالة معشر * لهم لواء في العلى منشور) (بالله أني شائد ما قد بنى * جدي الرشيد وقبله المنصور) وأنشدني لنفسه (الدهر يلعب بالفتى * لعب الصوالج بالكره) (أو لعب ريح عاصف * عصفت بكف من ذره) (ويقوده نحو السعادة * والشقاء بلا بره) (الدهر قناص وما الإنسان * إلا قنبره) وله في أيام الخانية ببلخ (أرى الأحرار كلهم حيارى * كأنهم ولحياتهم سكارى) (وأضحى الأفضلون من البرايا * بأيدي الترك في بلخ أسارى) (كأن المسلمين وقد جبوهم * مجوس أو يهود أو نصارى) (كأن الترك فوقهم صقور * وهم من فرط خوفهم حبارى)
(٢٦٩)