منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٢٩٢
وأنتم لا تشعرون) (١).
ومنهم من نزل فيه قوله تعالى: ﴿وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما﴾ (2) وهو طلحة (3).
فكيف تجتمع هذه المتناقضات؟!
أما إذا أضفت حادي عشرهم - معاوية - فتلك مصيبة لا بد أن ننزه ديننا العظيم منها، فإنه يكفي في معاوية محاربته " إمام المتقين " و " سيد المسلمين " و " قائد الغر المحجلين " (4).
ألم يأت في الحديث الشريف: " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية... ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى مؤمنها، ولا يفي بعهد ذي عهدها فليس مني ولست منه " (5)؟

(١) تقدم أنها نزلت في أبي بكر وعمر.
(٢) الأحزاب: ٥٣.
(٣) أنظر: تفسير الرازي ٢٥: ٢٢٥، تفسير القرطبي ١٤: ٢٢٨، فتح القدير ٤: ٢٩٩، معالم التنزيل للبغوي ٤: ٤٨٣، تفسير ابن كثير ٣: ٥١٣، تفسير روح البيان ٧: ٢١٦، الدر المنثور ٦: ٦٤٣ - ٦٤٤، لباب النقول للسيوطي: ١٧٩، البحر المحيط ٧: ٢٤٧.
فلا قيمة إذن لما اعتذر به الآلوسي من أنه قد يكون طلحة بن عبيد الله غير هذا المشهور، وقد رد عليه أبو حيان الأندلسي وفنده وأثبت أنها في طلحة المعروف لا غير وذكر قصة في ندمه على ما قال وقد أشار لها الآلوسي أيضا إلا أنه احتج بأن طلحة قد عصمه الله! فمن أين أتته هذه العصمة التي لا يعتقدها الآلوسي حتى لسيد المرسلين؟!.
(٤) أنظر: المستدرك ٣: ١٢٩، ١٣٨، أسد الغابة ٣: ١١٦، الترجمة من تاريخ دمشق لابن عساكر ٢:
٢٥٧، ٤٨٦، الجامع الصغير ٢: ١٧٧ / ٥٥٩١، مجمع الزوائد ٩: ١٢١، ابن أبي الحديد ٩: ١٦٩، الرياض النضرة ٣: ١٣٨، الصواعق المحرقة: ١٢٥، وتقدم ذكر مزيد من مصادرها.
(٥) صحيح مسلم - الإمارة - ٣: ١٤٧٦ / ٥٣، سنن النسائي ٧: ٩٢، جامع الأصول 4: 456 / 2054.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست