قالا: نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قالت: " فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه " (1).
ترى هل كان صلى الله عليه وآله وسلم يريد بقوله هذا لفاطمة أن يمنحها من الدلال ما يمنحه الملوك لبناتهم؟ أم أراد أن يهبها ما لا يناله غيرها من حطام الدنيا وزينتها؟
أليس هو صلى الله عليه وآله وسلم الذي أبى لها أن تتخذ خادمة في بيتها، وأوصاها بدلا من ذلك بهذه التسبيحات المعروفة بعد كل صلاة!
ألم يكن صلى الله عليه وآله وسلم قد استنكر عليها عقدا كان نصيبها من سهم الغنائم، وقال لها: " نحن أهل البيت اختار الله لنا الآخرة "!
فماذا بقي من هذا الحديث الشريف " رضا فاطمة من رضاي " ونظائره غير أنه صلى الله عليه وآله وسلم أراد من ذلك أن يبين لنا وجوه تعبدنا، ومعالم ديننا، ويرسم لنا معالم الصراط المستقيم، فوضع لنا معايير ومقاييس نميز من خلالها الحق عن غيره، ونلتمس وراءها سبيل النجاة؟
وهذا هو معنى التعبد والطاعة والولاء، أن نلتمس رضاه صلى الله عليه وآله وسلم فيما أمرنا به، فنلتمس رضا من كان رضا رسول الله في رضاه وسخط رسول الله في سخطه.
والأمر هنا هكذا تماما، وليس خلافا شخصيا لنقف عنده على الحياد.
نعم، إنه بيان وبرهان يهدينا إلى معرفة مواضع رضا رسول الله، ومواضع سخطه، وفي أمر كهذا ليس هناك موضع للحياد.
ثم أرأيت أنه صلى الله عليه آله وسلم قد قال هذا الحديث ونظائره وهو