وأنت اللعين ابن اللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله الغوائل..
فكتب إليه معاوية كتابا، فيه: قد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا نرى حق ابن أبي طالب لازما لنا، وفضله مبرزا علينا، فلما اختار الله لنبيه ما عنده، وأتم له ما وعده، وأظهر دعوته، وأفلج حجته، قبضه الله إليه، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه وخالفه، على ذلك اتفقا واتسقا.
ثم دعواه إلى أنفسهم، فأبطأ عنهما، وتلكأ عليهما، فهما به الهموم، وأرادا به العظيم! فبايعهما، وسلم لهما، لا يشركانه في أمرهما، ولا يطلعانه على سرهما (1).
وهكذا، فكلما تهيأت الأسباب، وسنحت الفرصة ظهر من هذا الحق شئ، حتى بلغتنا أشياء يطول جمعها.