ثانيا: نرى بأن " أهل السنة والجماعة " على مر التاريخ من يوم عاشوراء إلى يوم الناس هذا، يحتفلون بيوم عاشوراء ويجعلونه عيدا يخرجون فيه زكاة أموالهم ويوسعون فيه على عيالهم، ويروون بأمه يوم بركات ورحمات.
ولا يكفيهم كل ذلك فتراهم إلى اليوم يشنعون على الشيعة وينتقدون بكاءهم على الحسين، وفي بعض البلدان الإسلامية يمنعونهم من إقامة ذكرى العزاء ويهجمون عليهم بالسلاح ويعملون فيهم ضربا وتقتيلا بدعوى محاربة البدع.
وفي الحقيقة هم لا يحاربون البدع بقدر ما يمثلون دور الحكام الأمويين و العباسيين الذين حاولوا جهدهم القضاء على ذكرى عاشوراء ووصل بهم الأمر إلى نبش قبر الحسين وإعفائه ومنع الناس من زيارته. فهم إلى الآن يريدون القضاء على إحياء تلك الذكرى خوفا من أن يعرف الناس، ومن يجهلون حقيقة أهل البيت - واقع الأمور فتنكشف بذلك عورات أسيادهم وكبرائهم، ويعرف الناس الحق من الباطل والمؤمن من الفاسق.
وبهذا يتبين لنا مرة أخرى، بأن الشيعة هم أهل السنة النبوية لأنهم اتبعوا سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى في الحزن والبكاء على أبي عبد الله الحسين، و ذلك بروايات ثابتة أنه صلى الله عليه وآله وسلم بكى على ولده الحسين عندما أعمله جبريل بمقتله في كربلاء وذلك قبل الواقعة بخمسين عاما.
ويتبين لنا أيضا بأن " أهل السنة والجماعة " يحتفلون بيوم عاشوراء لأنهم اتبعوا سنة يزيد بن معاوية وبني أمية في احتفالهم بذلك اليوم لأنهم انتصروا فيه على الحسين وأخمدوا ثورته التي كانت تهدد كيانهم، وقطعوا بذلك دابر الشغب على حد زعمهم.
والتاريخ يحدثنا بأن يزيد وبني أمية، احتفلوا بذلك اليوم احتفالا كبيرا حتى وصل إليهم رأس الحسين وسبايا أهل البيت ففرحوا بذلك وشمتوا برسول لله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا في ذلك أشعارا.
وتقرب إليهم علماء السوء من " أهل السنة والجماعة " فضعوا لهم أحاديث في فضل ذلك اليوم، وأن عاشوراء هم اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم